239

Dhakhāʾir al-ʿuqbā fī manāqib dhawī al-qurbā

ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى

فأعرض رسول الله ﷺ عنهما فقالت أم سلمة لا يكن ابن عمك وأخو ابن عمتك أشقى الناس بك وقال له على بن أبى طالب رضى الله عنه ائت رسول الله ﷺ من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف (تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين) فانه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولا منه ففعل ذلك أبو سفيان فقال رسول الله ﷺ (اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) .
(ذكر نبذ من فضائله) قال أهل العلم بالتاريخ شهد أبو سفيان حنينا وأبلى فيها بلاء حسنا وكان ممن ثبت مع رسول الله ﷺ ولم يفر ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله ﷺ أو غرزه (١) على اختلاف في النقل حتى انصرف الناس.
وكان يشبه رسول الله ﷺ ويقال إن الذين كانوا يشبهون النبي ﷺ: جعفر بن أبى طالب والحسن بن على وقثم بن العباس وأبو سفيان بن الحارث والسائب بن عبيد بن عبد نوفل بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف.
وقد تقدم في مناقب عبد الله ابن جعفر أنه يشبه النبي ﷺ فيكونون ستة.
وكان ﷺ يحب أبا سفيان.
(ذكر شهادة النبي ﷺ له بالجنة) عن عروة عن أبيه أن النبي ﷺ قال: أبو سفيان بن الحارث من شباب أهل الجنة أو سيد فتيان أهل الجنة.
خرجه أبو عمر.
(ذكر إثبات الخيرية له) عن أبى حبة البدرى أن رسول الله ﷺ قال: أبو سفيان خير أهلى أو من خير أهلى.
خرجه أبو عمر.
وذكر الدارقطني أنه ﷺ قاله يوم حنين.
(ذكر وفاته رضى الله عنه) مات رضى الله عنه بالمدينة سنة عشرين ودفن في دار عقيل بن أبى طالب.

(١) الغرز: الركاب.

1 / 242