221

Dar Qawl Qabih

درء القول القبيح بالتحسين والتقبيح

Investigator

أيمن محمود شحادة

Publisher

الدار العربية للموسوعات بيروت

Edition Number

الأولى

Genres

الدواعي إِلى ما يريد، والصوارفِ عمنّا لا يريد. قال ابن عبّاسٍ: "يحول بين الكافر واطعته، والمؤمن ومعصيته". وقال مجاهدٌ: "يحول بينه وبين قلبِه حتى لا يَعقِل، ولا يَدرى ما يَفعل". وقيل: "يحول بين المؤمن واعتقاد الكفرِ، وبين الكافر وبين الإِيمان". ومِن بَراءة: ﴿زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدى القوم الكافرين﴾. وقد سبق مثلُهما، والاستدلال به. ومنها قوله تعالى: ﴿ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين﴾. "ثَبطهُم": "حَلَّ عزائمَهم عن الجهاد، وزَيَّن لهم التَخلُّفَ". وقيل: "أي بلسان القدرةِ الكونّية". فهذا قاطعٌ في أنّ التكليف والتكوين لا يَتناقضان من الله سبحانه؛ لأنّه قال لهم بلسان التكليف: "جاهِدوا، وانهضوا مع رسول الله في سبيل الله"؛ وقال لهم بلسان التكوين والقدر: " ﴿اقعدوا مع القاعدين﴾. فكذلك يجوز أن يقول للعبد: "لا تَزنِ"، ثمّ يخلق في الزنا؛ أو: "صَلِّ"، ثمّ يثبطَه عن الصلاة. ومنها قوله تعالى: ﴿فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه﴾. أي جَعَل اللهُ النفاقَ في قلوبهم. وذلك إِضلالٌ لهم، أو زيادة إِضلالٍ. ومنها قوله تعالى: ﴿رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع﴾. وفي التي بعدها بآياتٍ: ﴿وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون﴾. ﴿ولا يفقهون﴾. وقد سبق معنى "الطبع".

1 / 287