بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون . (آية 90 سورة النحل، قرآن شريف)
الضحية الأولى
المركيزة ده جنج
تكهن ساحرة
في ليلة من ليالي شهر ديسمبر عام 1657، رست عربة خالية من الزخرف الذي امتازت به عربات الأشراف في ذلك العصر أمام منزل من منازل شارع هوتفوي بباريس، وكان أمام ذلك الباب عربتان أخريان راسيتين، فترجل - حال وصول العربة القادمة - خادمها، واقترب من باب العربة ليفتحه لراكبيها، ولكن أوقفه رخيم صادر من داخل العربة يقول: انتظر لأرى هل هذا هو البيت المقصود!
ثم أطلت من نافذة العربة سيدة مقنعة ومرتدية برداء من القطيفة السوداء قد سترها حتى رأسها، فرفعت عينيها تنظر إلى المنزل الذي وقفت أمامه العربة كأنها تبحث عن علامة عليه، ثم ما لبث أن التفتت لرفيقتها التي كانت معها في العربة، وقالت لها: قد وجدنا ما ننشده، فهذا هو المنزل، وتلك هي اللوحة.
وعلى ذلك أمرت ففتح باب العربة، وترجلت السيدتان، فسارتا قليلا ثم رفعتا عينيهما إلى حائط المنزل، فرأتا اللوحة المنشودة، وهي معلقة على ارتفاع ستة أو ثمانية أقدام من الطريق تحت نوافذ الطبقة الثانية من المنزل، ومكتوب عليها الكلمات الآتية:
مدام فوازين، قابلة.
وولجت السيدتان باب المنزل، إذ وجدتاه مفتوحا نصف فتحة، فإذا هما في دهليز طويل يكاد يكون مظلما لولا ضوء قنديل ينير لسالكه السبيل، فسارتا في الدهليز حتى بلغتا درج المنزل فرقيتاه، وكانت إحداهما تتقدم الأخرى. ولم تقصد الزائرتان الطبقة الثانية التي علقت على نوافذها اللوحة، بل صعدتا إلى الطبقة التي فوقها.
Unknown page