داء لا دواء وهو من آفات الخدمة. الرقي ينال بالوصاة والصداقة لا بالسبق الزمني الذي كان ينبغي بمقتضاه أن يجعل كل ثان خلفا للأول. بعد هذا يا سيدي أعمل رأيك فيما إذا كان يسعني أن أحب ذلك المربي.
ردريجو :
لو نالني منه ما نالك لما تبعته.
ياجو :
حلما يا سيدي وهدوء بال. إنما أتبعه لأنتقم منه. لا نستطيع جميعنا أن نكون سادة ولا طاقة لجميع السادة أن يجدوا خدما أمناء. إنك لتلفي
3
بين أولئك الخدم غير واحد من البله الخانعين ذوي الركب اللينة يعجبهم رقهم الثقيل فيفنون أعمارهم على شاكلة الحمير التي ترهق بالأحمال حتى إذا بلغوا من السن عتيا طردوا بضرب السياط طرد المجرمين. غير أنه يوجد أيضا بين الخدم أناس غير أولئك يظهرون بكل مظاهر الطاعة ويستعيرون كل أشكال الرعاية لكنهم يصونون ضمائرهم لخدمة أنفسهم، ومع ما يبدونه من الامتثال لولاتهم يوجهون مساعيهم لقضاء مآربهم حتى إذا وشوا ملابسهم بالذهب حبسوا تكرماتهم على ما اكتسبوه من رفعة القدر. أمثال هؤلاء لهم بعض النفوس وأجهر أنني واحد منهم. بل أزيدك يا سيدي تصريحا عن حقيقة لا تقل عن حقيقة كونك ردريجو وهي أنني لو كنت المغربي ما أردت أن أكون ياجو فإذا اتبعته فإنما إياي أتبع ويشهد الله أنني لا أوقره. ولا أطيعه. غير أنني أداجيه بالتوقير والطاعة توسلا بهما إلى أغراضي، هذه خطتي وهي الكتمان فإذا جاء زمان باح فيه ظاهري للرجل ببعض ما في باطني لم ألبث أن أضع قلبي على ردن قميصي
4
لتنقره الحدآت
5
Unknown page