Cunwan Zaman
Unwan al-Zaman fi Tarajim al-Shuyukh wa-l-Aqran
Genres
هكذا كتب لى نسبه بخطه ، ولاتتمشى صحته على القاعدة التى سمعت شيخنا قاضى القضاة شيخ الإسلام ابن حجر ينقلها عن قاضى القضاة ولى الدين عبد الرحمن ابن خلدون المغربى المالكى ، وهو أننا إذا شككنا في نسب ، حسسبناكم بين من في أخره ومن فى أوله من السننين ، وجعلنا لكل مائة سنة ثلاثة أنفس ، فإنها مطردة عادة ، وإن أنخرمت فبالزيادة. قال شيخنا شيخ الإسلام : ولقد اعتبرنا بها أنساب كثير ممن أنسابهم معروفة فصحت ، وأنساب كثير ممن نتكلم في أنسابهم فانخرمت قلت : فإذا اعتبرنا ذلك في هذا الزمان إلى الصحابة ، كان منا إليهم خمسة وعشرون رجلا ، يتسامح في بعض رجلين أوثلاثة ، فيكون أقل مايمكن اثنين وعشرين . فانتقد بهذه القاعدة النفيسة أنساب الدعيين وكان أبوه قاضى المالكية بالقاهرة ، أعقب عقبا ، ولى أحدهم قضاء المالكية أيضا .
وصاحب الترجمة من جارية سوداء ] تدعى اشستياقا ولد قبل سنة ثمانين وسبعماية تقريبا بإسكندرية ، وقرا بعض الفران : تم ولى أبوه قضاء القضاة بالقاهرة فانتقل به إليها ، وأكمل بها حفظ الفران ، وحفظ التلقين للقاضى عبد الوهاب المالكى ، وألفية ابن مالك . وذكر أنه بحث على الشيخ جمال الدين الأقفهسى المالكى مختصر ابن الحاجب الفرعى ، والمختصر الأصلى لا بن الحاجنب أيضا ، وإعلى الشيخ ولى الدين العراقى ] مقدمة الفية والده .
ولم يزل يدأب في الاشتغال ويعمل بفطنة عزمه وحزمه إلى أن اشتهر بالفضيلة ، وانتشر ذكره بالخلال الجميلة . وحج سنة ست وعشرين وثمانماية . وأجازله ابن عرفه وسمع على [ الكمال ] ابن خير بالقاهرة ، وكان الضابط المفيد . وبحث على سيدى محمد بن مرزوق المغربى ، بعض شرحه على مختصر الشيخ خليل، وقطعه من العضد تقارب النصف . وسمع عليه الشمسية بحشا . وقرا عليه بحثا قطعة من التجريد
للطوسى . وعلى الشيخ عز الدين بن جماعة ، ابن الحاجب الأصلى تقسيما وبعضه بقراءته . وسمع عليه بحث المطول ، وعلوم الحديث لابن جماعة ، وغير ذلك كالشمسية والطوالع ، وانتفع به كثيرا . وعلى الشيخ شهاب الدين [العجيمى] الحنبلى ، مختصر ابن الحاجب الأصلى والحاجبية وولى نيابة القضاء عن الشيخ جمال الدين الأقفهسى بعد سنة خمس عشرة تقريبا ، واستمر إلى أخروفته . ونظم الشعر الوجيز ، وأنشا النثر المتين ولما خلت الديار المصرية من فضلاء المالكية صار يعد مع القاضى شهاب الدين ابن تفى ، ، وليس بينهما جامع سوى الانتساب إلى مذهب مألك فمن أين له جده ، ومن أبن تقى وقوة حافظته وطلاقة لسانه ، وسرعة تصوره للمعضلات وإجابته عن المشكلات ، وإدراكه للنادرة وحلاوة نطقه بها وعدم تلعثمه في الجواب على أن صاحب الترجمة إذا حضر مجلساكان رتيس المالكية به ، مالم يحضر ابن تقى ، فإذا اجتمعا باعه ابن تقى فى من يزيد ، لايستطيع مجاراته فى شيع من الكلام ، لا فى العلم ولا فى غيره . مع أن صاحب الترجمة أشعر من ابن تقى ،لكن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء . ومع أن ابن تقى لا يعبا بما يتعاناه القضاة من التغالى في تحسين المركب والملبس . وهو على طريق السلف في أن ما حضر من ذلك كفى به ، وبصاحب الترجمة وفى أيام الملك الظاهر جقمق ، لما مات البساطى في أول سنة اثنين وأربعين وثمانمائة ، طلب الشيخ عبادة لتولية قضاء المالكية بالقاهرة ، فاختفى وهرت إلى دمياط فطلب القاضى بدر الدين هذا وولاه القضاء ، فتولاه لكن بعد عسر نفس وإظهار أنه لايريده . ثم سار سيرة حسنة ، حمده فيها المسلمون قاطبة ، ورفق موضع الرفق وعنف موضع العنف ، وألان جانبه فى غير الأحكام ، فانخفض به من فى عرضه كلام وارتفع [الخيرون الكرام ]، وضم شتات طلبة المالكية ، وتكرم عليهم بالمال والوظائف ، ودرس لهم في المدونة وغيرها . والله تعالى يعينه
واستمر عند السلطان معززا مكرما حتى كانت سنة إحدى وخمسين ، وكان قد ادعى على شخص من أهل سنباط عند الولى السنباطى ، فاضيها عن شخينا حافظ العصرابن حجر ، بأنه وقع فى حق أشرف المرسلين ، وإقامته بينةم بجنونه . وتعارضت عنده أشياء . فلم يتضح له قتله فتوقف عنه وتركه مسجونا قريب سنتين وولى السنباطي قضاء إسكندرية ، فقام في سنة إحدى وخمسين طلبة الشيخ أبو القاسم النويرى في قصة ذلك المسجون ، وقصدوا أكثر التشانيع على من لايقتله ، وفأوض السلطان فى ذلك . فكلم السلطان صاحب الترجمة ، فأعلمه أن الدعوى إنما كانت عند قاضي إسكندرية . فأمر بطلبه ، فحضر وأعلم السلطان بأن البينة العادلة قامت عنده بجنونه ، وعقدت في ذلك إلى الغرض . وطلب الشهود الذين يشهدون عليه بالواقعة ، وأعادوا الدعوى بحضوره ، وأجمع القضاة الأربعة على قتله . ثم سال بعد يوم عنه ، فقيل إنه لم يقتل إلى الأن . وأوحى إليه بعض مبغضى ابن التنسى أنه المانع من ذلك، فعزله . وتكلم بأنه سجنه فى المقشره ، وهى سجن المجرمين : وعزل السنباطى وأمر بنفيه إلى فوض ، وصرح بولاية الشيخ أبى القاسم الديار المصرية ، وهذا كان مراده ورسم بعقد مجلس بالقضاة الأربعة ، هو وجميع علماء البلد ، ولا يحضرابن التنسى ولا قاضى إسكندرية ثم إن صاحب الترجمة كان أخذ فى حال التلطف ، حتى أعيد على وجه جميل وكان هو الذى حضر عقد المجلس ، ومنع الشيخ أبو القاسم من حضوره ، وخرج إليه الوشاقية فردوه من باب الحوش ردا شنيعا . وحضر فقاضى إسكندرية وحكم بقتل الرجل واعتذر السلطان إليه وإلى ابن التنسى ، وقتل الرجل في ذلك اليوم فكانت واقعة[ شنعة] جدا .
أنشدنى لنفسه من لفظه ، يوم الاثنين خامس ذى الحجة سنة أربعين وثمانماية بمنزله ما صنعه ، وقد أنشده شيخنا شيخ الإسلام بيتين في فن من الاكتفاء اخترعه ، وهما : [السريع] نسيمكم ينعشى والدجى طال فمن لى بمجىء الصباح .
وياصباح الوجه فارقتكم فشبت هما مذ فقدت الصباح
فقال صاحب الترجمة بيتين يحدو حدوه ، وهما : السريع جفوت من أهواه لا عن قلى فصد عن وصلى يوم الكفاح ثم وفى لى زاترا بعده فطاب تشر من حبيب وفاح وأخبرنى البدر صاحب الترجمة ، أنه رأى فى المنام ، أنه ألم بدفتر فيه أسماء جماعة من الأموات منهم أخوة ، فمسح اسم أخيه وأثبت اسمه مكانه . ثم قص المنام على جلسائه ، فأولوه بأنه يعطى رتاسة أخيه فى العلم وبحيت يمحى اسمه . فلم يثبت إلا أياما حتى مرض يسيرا ، ثم مات فدفن على أخيه ، وتشط اسمه عن الحجر الذى على قبره وأثبت اسمه . هذا من غرائب الاتفاق . ثم ولى هو القضاء ومحى اسم أخيه ثالث سنة كما أول [ومات بعد عشاء الأخرة ، ليلة الاثنين ثالث عشر صفر سنة تلات وخمسين وثمانمائة بالقاهرة ، مطعونا ، قاضيا] -484- محمد بن أحمد بن محمد بن محمد البرموني المالكى ، القاضى أبو عبد الله شمس الدين [بن شهاب الدين بن شمس الدين بن صنين ] ولد فى ربيع الأخرة سنة اثنين وسنبعين وسبعماية في قرية[ البرمون ]، فى جزيرة دمياط من أعمال الدقهلية والمرتاحية ، وحفظ بها الفرأن على [المقري] الكمال عبد الله البرمونى الضرير ، وصلى به بها . تم انتقل به والده إلى القاهرة سنة ست وثمانين
وأخذ فقه المالكية عن قاضى القضاة الركراكى، والشيخ قاسم [النويرى ]. قال : وقرأت الفرائض على الشهاب [العاملى ] وأجازنى بها ، وحضر دروس السنراج البلقينى وانتفع كثيرا م بالبرهان الإبناس . [وحفظ العمدة والرسالة فى المذهب والمنهاج الأصلى ، وعرض ] الرسالة لابن أبى زيد ، على : البرهان بن إبراهيم بن موسى بن أيوب الإبناسى سنة 788 م ، وكذا مواضع من المنهاج الاصولى سنة 88 ، وأجازله . وكذا على السراج عمر بن على الأنصارى بن الملقن وعرض على ابن الملقن مواضع من منهاج الأصول للبيضاوى سنة 788 وكذا عرض الكتابين الأولين على بن عبد الخالق بن على بن الفرات المالكى فى التاريخ الأول، والكتاب الأخرفى التاريخ الشاني ، وأجاز له . وكذا على عز الدين عبد العزيز بن محمد الطيبىي ، وأجازله وعرض الأولين أيضا على بدر الدين محمد بن شيخ الإسلام سراج الذين عمر البلقينى في سنة 787، وأجاز له وعرض مواضع من منهاج الاصول على : الشيخ بدر بن على الفويسنى الشافعى سنة 788 وأجازله وقرأت عليه جزء النجار بإجازته من ابن الملقن عن ابن سيد الناس. وحج مرارا أولها مع الوالد سنة خمس وثمانين وسبعماية . وسافر إلى القدس وخلب وطرابلس ومادونها ، والإسكندرية ونا في القضاء عن قاضي القضاة شمس الدين البساطى ، في حانوت باب الخرق بالقاهرة سنة تسع وعشرين وثمانماية . وولى قضاء دمياط عن قاضى القضاة جلال الدين البلقينى ، نائبا عن أبن مكنون سينة ست وثمانمائة ، واستمر
إلى أن اشتغل بقضائها سنة أربع وثلاتين ، فاستمر إلى ذى الحجة سنة خمس وثلاثين فحصل بينه وبين ناتبها شر ، فعزل نفسه هربا -485 - محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن الخلال المصرى الخطيب بمدرسة أبن سويد بها بمصر العتيقة ، الفاضل الضابط شمس الدين . ولد سنة ست[وسبعين ] وسبعماية [ومات فى سنة سبع وستين وثمانمائة ، وأظنه فى شعبان منها . كان موته بمدينة فوه شيخا ، بمدرسة أبى نصر الله بها على شاطم النيل] -486- محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن إبراهيم ابن أحمد بن روزبة ، الكازرونى الأصل ثم المدنى الشافعى ، الشيخ جمال الدين بن صفى الدين ولد ليلة الجمعة سابع عشر ذى القعدة سنة سبع وخمسين وسبعماية بالمدينة النبوية [وقرأ بها الفرأن . وسمع على القاضى برهان الدين ابن الخشاب ، والجمال الأميوطى ، والشيخ سعد الله ، والقاضى نور الدين الزرنذي . وأجاز له ابن أميلة . وأخذ الفقه بمصر عن السنراج البلقينى وابن الملقن، وبحلب عن الشهاب الأذرعى صاحب التصانيف وغيرهم ، وأخذ النحو عن الجمال محمد بن الشهاب أحمد بن الزين عبد الرحمن الشامى والتاج عبدالواحد بن عمر بن عياذ الأ نصارى المالكى ] [ومات بالمدينة ليلة الاثنين ثالث عشرى شوال سنة تلات وأربعين وثمانمائة ، وصلى عليه صبح تلك الليلة بالروضة الشريفة ، ودفن بالبقيع . رحمه الله ]
Unknown page