213

Al-ʿUmda fī maḥāsin al-shiʿr wa-ādābih

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

Editor

محمد محيي الدين عبد الحميد

Publisher

دار الجيل

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

ومن قصيدة صنعتها بديهة بالمهدية ساعة وصول إليه أدام الله عزه عن اقتراح بعض شعراء وقتنا هذا:
وذيال له رجل طحون ... لما نزلت به، ويد زجوج
يطير بأربع لا عيب فيها ... لظهران الصفا منها عجيج
خرجت به عن الأوهام سبقا ... وقل له عن الوهم الخروج
إلى الملك المعز أبي تميم ... أمر بمن سواه فلا أعيج
ومن أخرى في معنى التفقر والرحلة:
وماء بعيد الغور كالنجم في الدجى ... وردت طروقًا أو وردت مهجرا
على قدم أخت الجناح وأخمص ... يخال حصى المعزاء جمرًا مسعرا
فريدًا من الأصحاب صلتًا من الكسا ... كما أسلم الغمد الحسام المذكرا
ومن الشعراء من لا يجعل لكلامه بسطًا من النسيب، بل يهجم على ما يريده مكافحة، ويتناوله مصافحة، وذلك عندهم هو: الوثب، والبتر، والقطع، والكسع، والاقتضاب، كل ذلك يقال.. والقصيدة إذا كانت على تلك الحال بتراء كالخطبة البتراء والقطعاء، وهي التي لا يبتدئ فيها بحمد الله ﷿ على عادتهم في الخطب. قال أبو الطيب:
إذا كان مدح فالنسيب المقدم ... أكل فصيح قال شعرًا متيم؟
فأنكر النسيب، وزعموا أن أول من فتح هذا الباب وفتق هذا المعنى أبو نواس بقوله:
لا تبك ليلى، ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد

1 / 231