201

Al-ʿUmda fī maḥāsin al-shiʿr wa-ādābih

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

Editor

محمد محيي الدين عبد الحميد

Publisher

دار الجيل

Edition Number

الخامسة

Publication Year

١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م

وهذا بعض ما اختير للقدماء.. ومما اختير لهم في الرثاء قول أوس بن حجر:
أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا
ومما اختير للمحدثين قول بشار بن برد:
أبي طلل بالجزع أن يتكلما.
وهو عندهم أفضل ابتداء صنعه محدث، وقول أبي نواس:
لمن دمن تزداد طيب نسيم ... على طول ما أقوت وحسن رسوم
وقوله:
رسم الكرى بين الجفون محيل ... عفى عليه بكى عليك طويل
وقوله:
أعطتك ريحانها العقار ... وحان من ليلنا انسفار
وقوله:
دع عنك لومي فإن اللوم إغراءٌ ... وداوني بالتي كانت هي الداء
وما أشبه ذلك مما لو تقصيته لطال وكثر..
وليرغب عن التعقيد في الابتداء؛ فإنه أول العي، ودليل الفهة، فقد حكى أن دعبل بن علي الخزاعي ورد حمص فقصد دار عبد السلام بن رغبان ديك الجن، فكتم نفسه عنه خوفًا من قوارصه ومشارته، فقال: ما له يستتر وهو أشعر الجن والإنس؟ أليس هو الذي يقول؟:

1 / 219