الزحاف المستكره، حكى ذلك أبو عبيدة.
ومنه قبيح مردود لا تقبل النفس عليه، كقبح الخلق واختلاف الأعضاء في الناس وسوء التركيب، مثله قصيدة عبيد المشهورة:
أقفر من أهله ملحوب.
فإنها كادت تكون كلامًا غير موزون بعلة ولا غيرها، حتى قال بعض الناس: إنها خطبة ارتجلها فاتزن له أكثرها.
وقال الأصمعي:
الزحاف في الشعر كالرخصة في الفقه، لا يقدم عليها إلا فقيه.
وينبغي للشاعر أن يركب مستعمل الأعاريض ووطيئها، وأن يستحلى الضروب ويأتي بألطفها موقعًا، وأخفها مستمعًا، وأن يجتنب عويصها ومستكرهها؛ فإن العويص مما يشغله، ويمسك من عنانه، ويوهن قواه، ويفت في عضده، ويخرجه عن مقصده.
وقد يأتون بالخرم كثيرًا وهو ذهاب أول حركة من وتد الجزء الأول من البيت وأكثر ما يقع في البيت الأول، وقد يقع قليلًا في أول عجز البيت، ولا يكون أبدًا إلا في وتد، وقد أنكره الخليل لقلته فلم يجزه، وأجازه الناس، أنشده الجوهري:
قدمت رجلًا فإن لم تزع ... قدمت الأخرى فنلت القرار
وأنشد أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري لامرئ القيس: