Istidrākāt al-Samīn al-Ḥalabī ʿalā Ibn ʿAṭiyya
استدراكات السمين الحلبي على ابن عطية
Genres
وذهب السمين الحلبي إلى أن ﴿قِصَاصٌ﴾ هنا خبر (الجروحَ)، أي: وأنّ الجروحَ قصاصٌ.
وممن قال بذلك: مكيّ بن أبي طالب في (المُشْكِل) (^١)، وأبو حيان (^٢)، وغيرهما (^٣).
قال مكي: "مَن نصب (الجُروحَ) عطفه على ﴿النَّفْسَ﴾، و﴿قِصَاصٌ﴾ خَبره". اهـ (^٤)
وهذا التوجيه هو الأرجح، فالقول بأنّ ﴿قِصَاصٌ﴾ خبر عن جميع المنصوبات - وهو قول ابن عطية- يقتضي أن أخذ العين بالعين وكل ما ذُكر قصاص، وهذا وإنّ سُميَ قصاصًا فإن القصاص هنا صار بقرينة المقابلة مختصًا بالجروح، وعليه: فقوله: ﴿قِصَاصٌ﴾ خبر (الجُروحَ). (^٥)
ويؤيد هذا التوجيه أيضًا قراءة أبيّ بن كعب: (وأنِ الجروحُ قصاصٌ) (^٦)، ويؤيده أيضًا قراءة مَن رفع (الجروح) استئنافًا ونصب ما قبل ذلك، فهم استأنفوا فقالوا: (والجروحُ قصاصٌ)؛ لأن خبر الجروح لم يشبه أخبار ما تقدمه، فعدل به إلى الاستئناف (^٧).
(^١) ينظر: مشكل إعراب القرآن (١: ٢٢٧).
(^٢) ينظر: تفسير أبي حيان (٤: ٢٧١).
(^٣) ينظر: تفسير الثعلبي (٤: ٧١)، البيان في إعراب غريب القرآن، للأنباري (١: ٢٥٠)، التفسير المنير، للزحيلي (٦: ٢٠٣).
(^٤) مشكل إعراب القرآن (١: ٢٢٧).
(^٥) ينظر: الدر المصون (٤: ٢٧٨).
(^٦) بزيادة (أن) المخففة من الثقيلة. ينظر: تفسير أبي حيان (٤: ٢٧٢).
(^٧) ينظر: حجة القراءات، لابن زنجلة (ص: ٢٢٧)، الإتحاف، للدمياطي (ص: ٢٥٣).
1 / 106