al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Publisher
دار الكتاب العربي - بيروت
Genres
الذات وهو مقام قرب قوسين مع بقاء الاثنينية ثم ذكر الذات وهو شهود الذات بارتفاع البقية وهو مقام او ادنى وسمعت من رئيس الخلوتية في هذا العصر ان التشخص والتعين لم يرتفع عن سيدالمرسلين في المعراج فقلت هل وجدت الامر على ما قلته قال لم اصل بعد الى مثل ذلك فقلت ذلك خلاف ما يجده اهل الذوق لان المعراج لا يكون الا بالفناء لا البقاء لان التعين والتشخص ما لم يرفع لم يحصل الشهود الذاتي فلم يحصل الارتفاع الى عين الجمع فأين البقاء ويخالفه قوله تعالى او ادنى وقوله عليه الصلاة والسلام لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل اذ المعنى انه لم يبق فيه بقية الوجود وهو المعنى بالفناء فقال ذلك القائل يجوز ان يكون تعينه غير مانع فقلت ان التعين يقتضي الاثنينية فما لم يرتفع لم يصل السالك الى الشهود الذاتي واعتقاده ان ارتفاع التعين من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يكون نقصا ولم يتفطن ان بقاءه نقص فعرفت انه غافل عن الفناء والبقاء فأين مقام الارشاد ولا يظن احد اني لم اسلك مسلكهم فاني جاهدت في طريقهم سبع سنين منقطعا عن الحيوانات المألوفات وكان غذائي في السبعة قطعة من الخبز مع الخل فقال رئيسهم انك قد وصلت الى المطلوب وأمرنا بخلافه فعلمت انهم ليسوا في حاصل من حالهم فرجعت عنهم متأسفا لما اتلفت من العمر العزيز ولا اقدر ان افصل ما جرى بيني وبينهم والله عليم بذات الصدور
وممن انتظم في سلك الاعيان في هذا العصر والاوان ثم القاه الدهر في غيابة القطوع والتناسي المولى عبد الرحمن ابن سيدي علي الاماسي
كان ابوه من كبار قضاة القصبات ونشأ هو على طلب العلوم وتحصيل المهمات فقرا على علماء عصره واجتمع بأماثل مصره حتى وصل الى خدمة المولى المعظم مفتي ذلك الزمان سعد ابن عيسى بن امير خان وهو مدرس بمدرسة محمود باشا فانتظم في سلك طلابه وأكثر التردد الى بابه واشتغل عليه مدة طويلة فخصص منه بالانظار الشريفة الجليلة ولما صار ملازما منه درس بمدرسة فرهاد باشا بمدينة بروسه بعشرين ثم بمدرسة كنقري بخمسة وعشرين ثم بمدرسة
Page 476