al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum

ʿAli b. Bali Manq d. 992 AH
144

al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

Publisher

دار الكتاب العربي - بيروت

الذات وهو مقام قرب قوسين مع بقاء الاثنينية ثم ذكر الذات وهو شهود الذات بارتفاع البقية وهو مقام او ادنى وسمعت من رئيس الخلوتية في هذا العصر ان التشخص والتعين لم يرتفع عن سيدالمرسلين في المعراج فقلت هل وجدت الامر على ما قلته قال لم اصل بعد الى مثل ذلك فقلت ذلك خلاف ما يجده اهل الذوق لان المعراج لا يكون الا بالفناء لا البقاء لان التعين والتشخص ما لم يرفع لم يحصل الشهود الذاتي فلم يحصل الارتفاع الى عين الجمع فأين البقاء ويخالفه قوله تعالى او ادنى وقوله عليه الصلاة والسلام لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل اذ المعنى انه لم يبق فيه بقية الوجود وهو المعنى بالفناء فقال ذلك القائل يجوز ان يكون تعينه غير مانع فقلت ان التعين يقتضي الاثنينية فما لم يرتفع لم يصل السالك الى الشهود الذاتي واعتقاده ان ارتفاع التعين من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يكون نقصا ولم يتفطن ان بقاءه نقص فعرفت انه غافل عن الفناء والبقاء فأين مقام الارشاد ولا يظن احد اني لم اسلك مسلكهم فاني جاهدت في طريقهم سبع سنين منقطعا عن الحيوانات المألوفات وكان غذائي في السبعة قطعة من الخبز مع الخل فقال رئيسهم انك قد وصلت الى المطلوب وأمرنا بخلافه فعلمت انهم ليسوا في حاصل من حالهم فرجعت عنهم متأسفا لما اتلفت من العمر العزيز ولا اقدر ان افصل ما جرى بيني وبينهم والله عليم بذات الصدور

وممن انتظم في سلك الاعيان في هذا العصر والاوان ثم القاه الدهر في غيابة القطوع والتناسي المولى عبد الرحمن ابن سيدي علي الاماسي

كان ابوه من كبار قضاة القصبات ونشأ هو على طلب العلوم وتحصيل المهمات فقرا على علماء عصره واجتمع بأماثل مصره حتى وصل الى خدمة المولى المعظم مفتي ذلك الزمان سعد ابن عيسى بن امير خان وهو مدرس بمدرسة محمود باشا فانتظم في سلك طلابه وأكثر التردد الى بابه واشتغل عليه مدة طويلة فخصص منه بالانظار الشريفة الجليلة ولما صار ملازما منه درس بمدرسة فرهاد باشا بمدينة بروسه بعشرين ثم بمدرسة كنقري بخمسة وعشرين ثم بمدرسة

Page 476