166

Charles Darwin

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

Genres

قد يخيل إلى المرء من ندرة الطيور في هذا الأرخبيل، أن أحد الأنواع قد أخذ وجرى تعديله من أجل غايات مختلفة.

بوجه عام يبدو لي عدم وجود قدر أكبر من الاختلاف بين الطبعتين جديرا بالملاحظة؛ فهو دليل آخر على حذر المؤلف وانضباطه في معالجة نظريته. بعد قراءة الطبعة الثانية من «يوميات الأبحاث»، نجد بشعور حاد بالاندهاش مدى تطور آرائه في 1837. ونستطيع تكوين رأي واضح حول هذه النقطة من دفاتر الملاحظات التي كان يدون فيها أفكارا ورؤى مستقلة. وسوف أقتبس من دفتر الملاحظات الأول، الذي انتهى منه بين يوليو 1837 وفبراير 1838، وأكثر ما يجعل هذا مهما هو أنه يعطينا معرفة عميقة بالحالة التي كانت عليها أفكاره قبل قراءة كتاب مالثس. لكن حيث إن الملاحظات مكتوبة بأسلوبه الشديد التعجل، فسنجد أن كثيرا جدا من الكلمات محذوفة، حتى إنه كثيرا ما يتعسر الوصول إلى معنى. سأعرض الاقتباسات كما كانت مكتوبة مع استثناءات قليلة (تدل عليها أقواس مربعة). غير أن علامات الترقيم قد غيرت، وصوبت الأخطاء القليلة الواضحة حين بدا ذلك ضروريا. والاقتباسات ليست معروضة بالترتيب، وإنما مصنفة على نحو ما.

يفسر الانحدار لماذا الحيوانات الحديثة من نمط الحيوانات المنقرضة نفسه، وهو قانون شبه مثبت.

يمكننا أن نرى سبب شيوع بنية ما في بلاد معينة حين بالكاد نستطيع تصديق ضرورتها، لكن ما دام ذلك كان ضروريا لواحد من الأسلاف، فالنتيجة لا بد أن تصير إلى ما هي عليه؛ ومن ثم، نجد الظباء في رأس الرجاء الصالح؛ والجرابيات في أستراليا.

أعظم الاختلافات تكون بين المناطق التي انفصلت منذ زمن طويل - إذا كان الانفصال منذ عصور سحيقة، ربما يظهر نمطان متباينان، لكن لكل منهما أشكاله النموذجية - كما في أستراليا.

هل سينطبق هذا على المملكة الحيوية بأسرها حين برد كوكبنا في البداية؟

يوضح الاقتباسان التاليان كيف طبق نظرية التطور على «المملكة الحيوية بأسرها»، من النباتات حتى الإنسان.

إذا فضلنا أن نطلق العنان للفرضية، فقد نقول بأن الحيوانات، التي تعد رفاقنا في الألم والمرض والموت والمعاناة والجوع، والتي نستعبدها في أشق الأعمال، ونصاحبها في لحظات لهونا - ربما تشاركنا النشأة من سلف مشترك؛ فربما ننصهر جميعا معا.

الاختلاف في القدرات العقلية بين الإنسان والحيوانات ليس كبيرا كالاختلاف بين الكائنات الحية التي ليست لديها ملكة التفكير (النباتات)، والكائنات الحية التي تتمتع بملكة التفكير (الحيوانات).

مرة أخرى تتعلق الاقتباسات التالية بوجهة نظر استدلالية حول احتمال نشأة الأنواع عن طريق التناسل أو الانتشار (أو ما كان يسميه «الانحدار»).

Unknown page