Charles Darwin
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
Genres
داون، 29 يناير [1849] ... يا لها من مهمة التي اضطلعت بها! إنني «أجل» بالفعل حماسك المتفاني في سبيل مجال علوم التاريخ الطبيعي. هل لديك نسخة «إضافية» من قواعد التسمية التي نشرت في «محاضر اجتماعات الجمعية البريطانية»؟ إذا كانت لديك، وستعطيني إياها، فسوف أكون ممتنا حقا؛ فإنني آبى شراء المجلد بالكامل من أجلها. لقد وجدت القواعد مفيدة جدا؛ فمما يبعث على الاطمئنان تماما أن يكون لديك شيء تستند إليه في بحر التسمية المضطرب (ومن ثم، فإنني ممتن لك)، رغم أنني أجد أن الالتزام بها دائما شديد الصعوبة. ولديك هنا حالة (وأعتقد أنه كان يجب الالتفات إليها عند وضع القواعد)؛ حيث إن أسماء الكورونولا والسينيراس
Cineras
والأوشن
Otion
استخدمها كوفييه ولامارك وأوين، وتقريبا «كل» الكتاب المعروفين، لكنني أجد أن أحد الألمان قد استبق تلك الأسماء الثلاثة جميعا بأسماء أخرى؛ إذن أعتقد أنني إن كنت سأتبع قاعدة الأسبقية الصارمة، فالضرر الذي سينجم عن ذلك أكثر من النفع، ولا سيما أنني متأكد أن الأسماء الجديدة المفترض استخدامها لن تستخدم. أعتقد أنني أرفض تطبيق قاعدة الأسبقية في هذه الحالة؛ فهل تجد غضاضة في أن ترسل إلي رأيك بهذا الشأن؟ لقد جعلتني الظروف مؤخرا أفكر كثيرا في موضوع التسمية، وقد وصلت إلى رأي راسخ بأن نهج إلحاق اسم المكتشف الأول لأي نوع للأبد باسم هذا النوع، كان أكبر لعنة حلت على علوم التاريخ الطبيعي. ومنذ بضعة شهور، كتبت البحث الرديء المرفق، معتقدا أنني ربما أثير الموضوع، لكن حماسي تلاشى، ولا أعتقد أنني سأكرر هذا أبدا؛ وإنني أرسله إليك لعله يحظى باهتمامك لمطالعة أفكاري. لقد أدهشني أن أجد أثناء حديثي مع علماء التاريخ الطبيعي أن العديد منهم يرون تقريبا ما أرى في هذه المسألة. وإنني واثق أنه ما دام يرضى غرور «تجار الأنواع» بأن يروا أسماءهم تضاف للأنواع؛ لأنهم وصفوها على نحو بائس في سطرين أو ثلاثة، فسيصير لدينا نفس الكم «الهائل» من العمل السيئ الذي لدينا الآن، وهو ما يكفي ليثبط همة أي رجل لديه استعداد لأن يهب أي فرع من العلم اهتمامه ووقته. إنني أجد لكل جنس من هدابيات الأرجل ستة أسماء، لكن لا يوجد وصف دقيق واحد لأي نوع في أي من الأجناس. ولا أعتقد أن الحال كان سيصبح هكذا لو كان كل رجل يدرك أن تخليد ذكرى اسمه يتوقف على تأديته عملا على أكمل وجه، ولا يقتصر على إضافة اسم إلى بضعة سطور هزيلة تشير إلى القليل من الصفات الخارجية البارزة فحسب. لكنني لن أرهقك بالمزيد من الخطابة المستفيضة. فلتقرأ بحثي أو لا تقرأه، فلتفعل ما يحلو لك، وأرجعه متى أردت.
صديقك الوفي جدا
سي داروين
من هيو ستريكلاند إلى تشارلز داروين
ذا لودج، تيوكسبيري، 31 يناير، 1849 ... علي بعد ذلك تأمل اعتراضك الثاني - وهو أن الاحتفاظ باسم المكتشف «الأول» للأبد مع اسم النوع، هو مكافأة على عمل متسرع وغير متقن. هذه المسألة مختلفة تماما عن مسألة قاعدة الأسبقية نفسها، ولم يخطر على بالي قط، رغم أنه يبدو محتملا للغاية، أن التطبيق العام لهذه القاعدة قد تنتج عنه تلك النتيجة. لا بد أن نحاول مواجهة هذا الشر بطريقة أخرى.
ليس الهدف من إضافة اسم أحد الرجال لاسم أحد الأنواع إشباع غرور هذا الرجل، وإنما تحديد النوع بدقة أكثر. أحيانا يعطي رجلان، بالصدفة، نفس الاسم (كل منهما على حدة) لنوعين من نفس الجنس. والأكثر تواترا أن يخطئ كاتب لاحق في استخدام الاسم النوعي لكاتب سابق له؛ ومن ثم فإن حلزون هيليكس بوتريس
Unknown page