199

وقومه ذوي الصفات العظيمة. ولكن لا دليل على انطباقها على الامام الخميني وأصحابه، فقد يكون رجلا آخر وأصحابه، يأتون في عصرنا، أو بعد زمان طويل أو قصير. والجواب، نعم لا يوجد في الرواية تحديد لزمان هذا الحدث كما ذكرنا، ولكن مجموع صفاتها، مضافا إليها ما ورد في الروايات الاخرى العديدة عن قم وايران توجب الاطمئنان بأن المقصود بها الامام الخميني وأصحابه. وليس من المنطقي إذا كان ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله والائمة (ع) ينطبق على حدث أن نغمض عنه أعيننا ونقول انه سوف يأتي حدث آخر مشابه أو أكثر وضوحا وأنه سوف ينطبق عليه ما وعد به النبي وأهل بيته صلى الله عليه وآله. وقد وردت في قم وفضلها ومستقبلها أحاديث عن أهل البيت عليهم السلام يظهر منها أن لقم مكانة خاصة عندهم عليهم السلام بل إن قما مشروع أسسه الائمة في وسط ايران على يد الامام الباقر سنة 73 هجرية، ثم رعوها رعاية خاصة، وأخبروا بما عندهم من علوم جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله أنها سيكون لها شأن عظيم في المستقبل، ويكون أهلها أنصار المهدي المنتظر أرواحنا فداه. وتنص بعض الاحاديث على أن تسميتها بقم جاءت متناسبة مع اسم المهدي القائم بالحق أرواحنا فداه، ومتناسبة مع قيام أهلها ومنطقتها في التمهيد له ونصرته. ووجود قرية قربية منها عند تأسيسها باسم كمندان أو كمد لا يعني أنه لم يلاحظ في تعريبها وتسميتها " قم " سوى تلك المناسبة أو التطوير للاسم الفارسي، خاصة إذا كان تأسيسها من قبل علماء ورواة حديث عن الامام الباقر والامام الصادق، وبتوجيههما عليهما السلام. فعن

--- [ 213 ]

Page 212