ʿArāʾis al-bayān fī ḥaqāʾiq al-Qurʾān
عرائس البيان في حقائق القرآن
Genres
وقال ابن عطاء : أنبأ ألا طريق إليه بالعوائد والفوائد.
وقال الواسطي : ( يختص برحمته من يشاء ) أن يكون بحيث كنت بلا أنت ، ويكون القائم هو لك بذاته ونعته.
وقال أيضا : من تجلى له بأحوال ليس كمن تجلى له بحالة واحدة كذلك ( يختص برحمته من يشاء ).
وقال أيضا : لما أن شاهدوا البرهان وعاينوا الفرقان ، فزعوا من صفاتهم إلى صفاته ومن فعلهم إلى فعله ، فسكنوا إلى ما سبق حسناه ؛ حيث يقول : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) [الأنبياء : 11].
وقال أبو سعيد الخراز : إن الرحمة هاهنا فهم معاني السماع بالسمع الحقيقي ، وهو الذي خص به الحق خواص السادة من عباده.
وقال الفارس : هو الهداية والخدمة والمشاهدة والولاية والنبوة والرسالة ، ولو لا أنه خصهم بما خصهم به ما ظهر عليهم من آثار الموافقة شيء.
قال أبو سعيد الخراز : اختص الله من عباده خواصا جعلهم أهل ولايته ، فقال : ( يختص برحمته من يشاء ) فطوبى لهذا العبد الضعيف ، ما حباه به سيده من هذه الدرجة العظيمة.
وسئل ابن عطاء : ما الذي فتر العابدين عن عبادتهم؟ قال قوله : ( يختص برحمته من يشاء ).
وقال بعضهم : ( يختص برحمته من يشاء ) بمعرفة نعمه عليه ، والقيام بشكرها.
وقال الأستاذ : أي : بنعمته من يشاء ، فقوم اختصهم بنعمة الأرزاق ، وقوم اختصهم بنعمة الأخلاق ، وقوم اختصهم بنعمة العبادة ، وآخرين بنعمة الإرادة ، وآخرين بتوفيق الظاهر ، وآخرين بتحقيق السرائر ، وآخرين بعطاء الإيثار ، وآخرين بلقاء الأسرار.
وقال الله تعالى : ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ) [إبراهيم : 34].
Page 157