147

وقال ابن عطاء : أنبأ ألا طريق إليه بالعوائد والفوائد.

وقال الواسطي : ( يختص برحمته من يشاء ) أن يكون بحيث كنت بلا أنت ، ويكون القائم هو لك بذاته ونعته.

وقال أيضا : من تجلى له بأحوال ليس كمن تجلى له بحالة واحدة كذلك ( يختص برحمته من يشاء ).

وقال أيضا : لما أن شاهدوا البرهان وعاينوا الفرقان ، فزعوا من صفاتهم إلى صفاته ومن فعلهم إلى فعله ، فسكنوا إلى ما سبق حسناه ؛ حيث يقول : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى ) [الأنبياء : 11].

وقال أبو سعيد الخراز : إن الرحمة هاهنا فهم معاني السماع بالسمع الحقيقي ، وهو الذي خص به الحق خواص السادة من عباده.

وقال الفارس : هو الهداية والخدمة والمشاهدة والولاية والنبوة والرسالة ، ولو لا أنه خصهم بما خصهم به ما ظهر عليهم من آثار الموافقة شيء.

قال أبو سعيد الخراز : اختص الله من عباده خواصا جعلهم أهل ولايته ، فقال : ( يختص برحمته من يشاء ) فطوبى لهذا العبد الضعيف ، ما حباه به سيده من هذه الدرجة العظيمة.

وسئل ابن عطاء : ما الذي فتر العابدين عن عبادتهم؟ قال قوله : ( يختص برحمته من يشاء ).

وقال بعضهم : ( يختص برحمته من يشاء ) بمعرفة نعمه عليه ، والقيام بشكرها.

وقال الأستاذ : أي : بنعمته من يشاء ، فقوم اختصهم بنعمة الأرزاق ، وقوم اختصهم بنعمة الأخلاق ، وقوم اختصهم بنعمة العبادة ، وآخرين بنعمة الإرادة ، وآخرين بتوفيق الظاهر ، وآخرين بتحقيق السرائر ، وآخرين بعطاء الإيثار ، وآخرين بلقاء الأسرار.

وقال الله تعالى : ( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها ) [إبراهيم : 34].

Page 157