137

Caqli Wa Caqlak

عقلي وعقلك

Genres

عاش اثنتين وستين سنة وهو سلسلة متصلة من الجرائم البشعة، ولكن يد القانون لم تمتد إليه قط؛ لأنه بما وصل إليه من تعليم - إذ كان مهندسا - استطاع أن يخفي جميع جرائمه، وصحيح أن أفراد عائلته - بل أقاربه - قد قاطعوه حتى بات منعزلا في أواخر أيامه، ولكن هل هذا الجزاء يكفي مثل هذه الحياة الإجرامية؟

ومع كل هذا الذي ارتكبه هو معذور؛ لأنه دلل، وأسرف أبواه في تدليله، حتى أصبح سيكوبائيا لا يحس أية مسئولية اجتماعية، ولا يبالي أي أذى ينزله بالناس. لا، بل حتى بأمه وإخوته وزوجته وأولاده، فضلا عن الغرباء، ولا يعرف معنى للبر أو الشرف، فالمسئولية على أبويه وليست عليه.

ونحن مضطرون إلى أن نعيش مع هؤلاء السيكوبائيين عاجزين عن أن نعين جريمتهم أو جنونهم، ومرجع هذا تدليل وجده هؤلاء المساكين في الطفولة عين أسلوبا في التصرف ثم تحجر هذا الأسلوب حتى بقي إلى شيخوختهم لا يعرفون كيف يغيرونه.

وليس في هذا الشخص ما يدعو إلى الشبهة في نقص أو خلل وراثي، أولا: لأنه أثبت أن كفايته الذهنية غير ناقصة؛ إذ حصل على دبلوم الهندسة العليا، وثانيا: أنه ليس بين إخوته واحد يشبهه في هذه الأخلاق؛ إذ كلهم سويون اجتماعيون، ولكن مما يستحق الذكر هنا، أنه على الرغم من حصوله على شهادة الهندسة العليا لم يشتغل قط بالهندسة؛ إذ قنع بإيراده من أرضه الموروثة، وهذا يدلنا على أنه لو لم يكن وارثا يعيش بتراث من أبيه لارتكب جرائم أخرى في سبيل العيش.

النيوروز

النيوروز كلمة عامة للكرب العاطفي الذي نضيق به ونتألم منه، فنعجز عن أداء عملنا ونأرق في الليل، ونجتر الهموم في النهار، ونبقى في خوف أو شك، ولكن العقل في كل هذا سليم ليست به خيالات جنونية، وربما عندما تتقدم السيكلوجية تترك هذه الكلمة العامة أي: «نيوروز» وتعين التوترات النفسية كل منها باسم خاص.

وللنيوروز عامة علامات عشر وضعها السيكلوجي أدلر يصف النيوروزيين وهي: (1)

أن النيوروزي يجهل معنى الحياة ولا يعرف أية قيمة للتعاون الاجتماعي، فهو مثلا مخاصم أكثر مما هو مصالح. (2)

هو أناني لا يخدم غيره، ولكلمة «أنا» عنده الأولوية. (3)

هو في خوف دائم أو متردد «والهم والقلق خوف متردد». (4)

Unknown page