فأتي الزهري فقرع بابه فخرج/ فزعا حتى أتى يزيد. فلما صعد إليه قال: لا ترع. لم ندعك إلا لخير. اجلس، فجلس فقال: من يقول هذا الشعر؟ قال: الأحوص. قال ما فعل؟ قال: قد طال حبسه بدهلك. قال: عجبت لعمر بن عبد العزيز كيف أغفله؟ فأمر بالكتاب بتخلية سبيله، وأمر له بأربعمائة دينار. فأقبل الزهري من ليلته إلى ناس من الأنصار فبشرهم بتخلية سبيل الأحوص، وقدم عليه فأجازه وأحسن إليه.
وهذا الخبر الصحيح في أمر الأحوص أنه كان طول أيام عمر بن عبد العزيز منفيا بدهلك./ وقد روى بعض نقلة الأخبار أنه وفد على عمر بن عبد العزيز مع كثير ونصيب، وذلك باطل. وإنما الصداقة بين عمر والأحوص أيام إمارة عمر على المدينة. فلما ولي الخلافة لم يتراءيا.
Page 367