256

Cadl Wa Insaf

العدل والإنصاف للوارجلاني

Genres

والشيعة قبلهم عبيدالله بنأحمد بن محمد بن عبدالله القداح ولوا في المائة الرابعة فلم يستتموها إلى رأس ستين منها رحلوا إلى مصر. ومنهم بنو أمية ولوا سنة ثمان وثلاثين ومائة

بالاندلس قانقرضوا سنة أربع مائة من الهجرة. ومنها الورفجوميون، ومنها البرغواطة مدة يسيرة. ومنها بنو الأغلب ولوا على رأس ثمانين ومائة وخرجوا من الغرب أعقاب ثلاث مائة، أولهم إبراهيم بن الأغلب وآخرهم زيادة الله بن إبراهيم بن أحمد، فما من أحد منهم استكمل الخمسينات الاحدى، عشرة من الهجرة إلى الآن إلا نحن، ونحن بحمد الله في عافية مع كل دولة منهم صنع الله ولطفه الذي أتقن كل شيء.

وقال بعضهم: لا إجماع. وأما الحديث: «أمتي على خمسة أطباق» (¬1) . فالطبقة على ما تقضيه الحال مائة سنة. والذي قال لا إجماع وصاحبه الذي قال لا يقع الإجماع ما دامت الأمة موجودة إنما سعى هؤلاء في نقض عزى الإتفاق وقواعد الإجماع. والصحيح أنالإجماع ينعقد إذا بلغت النازلة أهل الحل والعقد فاتفقوا وأطبقوا. ففي أول الأمر حيث لم يكن يعدل الصحابة وقد ضمت جزيرة العرب أقاصيهم وأدانيهم وينقعد الأمر في أقصر مدة كما قدمت. فلما انبسطت الأمة وبلغت أقاصي المعمور فلا ينعقد الإجماع إلا في مسافة طويلة. ولقد انعقد الإجماع على عهد أبي بكر في يوم واحد حين شاورهم في قتال أهل الردة فأطبقوا على ترك قتالهم / فخالفهم أبو بكر ثم رجعوا إلى رأيه فصاروا إجماعا. والذي يحرم على العالم تضييع الاجتهاد والسكوت بعد التبصرة والاقرار بعد القلع، حيث عبادة بن الصامت عن رسول الله عليه السلام: «بايعنا رسول الله عليه السلام على أن نقول الحق ونعمل به ولا تأخذنا في الله لومة لائم، في العسر واليسر والمنشط والمكره» (¬2) .

Page 256