255

Cadl Wa Insaf

العدل والإنصاف للوارجلاني

Genres

والذين قالوا بالعشر سنين استدلوا بأيام الهجرة، عشر سنين. والذين قالوا بالتسع عشرة سنة بين العشرين والثمانية عشرة. أما الثمانية عشرة فإن ابن مسعود بقول: استعتب البارئ أهل الثمانية عشرة. وأهل العشرين هو الأشد. وأهل التسعة عشرة قصدوا عقدا يطابق الخزنة (¬1) وأصحاب الأربعين راعوا/ قول الله تعالى: { وبلغ أربعين سنة } (¬2) فأما أصحاب الستين كأنهم استظهروا بجميع عمر الرسول عليه السلام. وأصحاب الثمانين راعوا فيه الحقب ثمانون عاما { لابثين فيها أحقابا } (¬3) . وأصحاب المائة هي مائة الحمار (¬4) . ولو قال قائل بالخمسين لكان أمثل؛ لأنه نصف العمر ونصف المائة وفيها تتلاحق الناس، الشباب شاب والشيخ شيخ ويشتركان في الكهولة. ولنا بحمد الله في كل خمسين شيوخ علماء قادة وسادة، ولو حملوا أمور الناس لحملوها بآرائهم وعقولهم وحلمهم وعلمهم وبصائرهم لا سيما بأرض المغرب خصوصا. فإن رسول الله عليه السلام قال: «لن تزال طائفة من أمتي بأرض المغرب على الحق ظاهرين لا يضرهم من ناوأهم حتى يأتي أمر الله» (¬5) . وتدبرت جميع أفراق المغرب فوجدتها لها دول وولاة أياما مخصوصة غير الإباضية؛ فإنها لم تتغير ولم تتبدل مع كل فرقة / وليت المغرب وهم آمنون قارون في بلادهم لا يضرهممن ناوأهم. أولهم المالكية، وإنما حدثت في المغرب وكانت لها سلطنة سنة تسع وأربعين وأربعمائة. وقبل ذلك الواصلية درجة لا تذكر.

Page 255