129

Cadhra Quraysh

عذراء قريش

Genres

فعظم جوابها على عمرو وخاف أن تتمادى فقال لها: «ممن أنت يا فتاة؟»

قالت: «من هذا المكان.»

قال: «إني أسألك عن أبيك.»

فسكتت ولم تجب، فتقدم مروان وهو يأمل أن يخفف غضب معاوية وعمرو على أسماء، طمعا في رضائها واستبقائها وقال: «إنها أموية، وقد قتل يزيد أبوها فيمن قتلوا مع عثمان.»

فقال معاوية: «أأموية أنت؟» فلم تجب.

فقال: «كيف تكونين أموية وتقولين ما لا يقوله بنو أمية؟! أليسوا مجمعين على أن عثمان قتل ظلما وقد نهضوا للأخذ بثأره؟»

فقالت: «لا يهمني أموية كنت أم غير أموية ولكنني أشهد بما أعلم، فأنا لا أرى أحدا مظلوما في هذه الفتنة غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وإني أقول هذا رضيتم أم غضبتم. ولعلكم تتهددونني بالقتل أو السجن، فلا أبالي التهديد ولا الوعيد. هذا قولي فافعلوا ما تشاءون.»

وكان مروان في أثناء كلامها يفكر فيما يرجوه من رضائها، وعيناه شاخصتان إلى الحضور لئلا ينظر إليها أحد نظر الراغب فيها، وود لو أنهم يقطعون الحديث لئلا تقول قولا يثير غضب معاوية فيأمر بقتلها.

أما عمرو فرأى بحسن فراسته ودهائه أن يظهر الاستخفاف بكلام أسماء ويبدى الرفق بها، لأنه رآها لا ترضخ للعنف وخاف أن تتمادى في كشف ما كان ساعيا فيه ضد عثمان قبل قتله، فقال لها: «أراك يا بنية مغرورة، ومن العبث أن نجادلك ولا سيما أن النبي

صلى الله عليه وسلم

Unknown page