254

Burud Dafiya

البرود الضافية والعقود الصافية الكافلة للكافية بالمعانى الثمانية وافية

Genres

......................................

وإن أضمرت بعد (إلا) صار منفصلامثل المتنازع (ما قام إلا أنا وأكرم إلا أنا)، وهذا لا يعد من التنازع لاستواء المعمولين، فكل من العاملين غير طالب لمعمول الآخر، وإنما هو على الحذف كالوجه الرابع (¬1)، هذا معنى كلام المصنف (¬2)

وأيهما المحذوف؟

قيل: الأول؛ لأن الثانى أولى بالموجود لجواره.

وقيل: الثانى؛ لأن الدليل من حقه أن يتقدم

وفى كلام المصنف نظر من وجهين:-

أحدهما: أنه ينتقض بصور من الضمير المنفصل لا يلزم فيها ما ذكر نحو: (الجبة أعطيتكها وكسوتك إياها) إن أعملت الثانى، وإن أعملت الأول قلت: (أعطيتك وكسوتكها إياها)، ونحو: (القائم كنته، وكان زيد إياه)، أو (كنت وكانه زيد إياه)،ونحو ذلك، فإن هذا مضمر منفصل يصح فيه التنازع.

الثانى: أن بعض الظاهر -أيضا- لا يصح فيه التنازع كالمضمر المذكور وذلك قولك: (ما قام وقعد إلا زيد) فإذن العبارة قاصرة، ومثل هذا يحتاج إلى ضابط كلى.

والأولى أن يقال: يجب أن يكون المتنازع ظاهرا أو ضميرا منفصلا، وما عداه متصلا إن لم يكن المتنازع ظاهرا، ومتصلا ومنفصلا (¬3) إن كان ظاهرا ملفوظا به ومقدرا.

وقلنا: وما عدا المتنازع ضمير متصل إن لم يكن المتنازع ظاهرا، بل كان ضميرا منفصلا نحو (القائم كنته، وكان زيد إياه) يجب أن يكون غير المتنازع متصلا؛ لأنه لو كان مساويا للمتنازع فى الانفصال، لم يكن للنزاع وجه كما فى الظاهرين

وأما إن كان المتنازع ظاهرا جاز كون غيره [متصلا و] (¬4) منفصلا؛ لأن للظاهرمزية على المضمر فتنوزع.

مثال كونه منفصلا: (كان زيد وكنت إياه القائم) على إعمال الأول.

Page 261