288

Al-Burhān fī ʿUlūm al-Qurʾān li-l-Imām al-Ḥūfī - Sūrat Yūsuf dirāsa wa-taḥqīqan

البرهان في علوم القرآن للإمام الحوفي - سورة يوسف دارسة وتحقيقا

Genres

وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عليكمْ مَوْثِقًا﴾ يقول: أخذ عليكم عهودَ الله ومواثيقه، لتأتنه به إلا أن يحاط بكم، ومن قبل فعلتكم هذه، تفريطكم في يوسف. يقول: أو لم تعلموا من قبل هذا تفريطكم في يوسف؟ وقولُهُ: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ﴾ يقول: فلن أبرح الأرض التي أنا بها: وهي مصر، فأفارقها ﴿حَتَّى يَاذَنَ لِي أَبِي﴾ بالخروج منها (١)، أو يقضي لي ربي بالخروج منها، وترك أخي ابن يامين، وإلا فإني غير خارج ﴿وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ﴾ والله خير من حكم، وأعدل من فصل بين الناس، وكان أبو صالح يقول: أو يحكم الله لي بالسيف (٢)، فكأنَّ أبا صالح وجّه ﴿أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾: أو يقضي الله لي بحرب من مَنَعَني من الانصراف بأخي ابن يامين إلى أبيه يعقوب، فأحاربه.
وقوله تعالى: ﴿ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ﴾ يقول تعالى مخبرا عن قيل روبيل لإخوته، حين أخذ يوسف أخاه بالصواع الذي استُخرج من وعائه: ﴿ارْجِعُوا﴾، إخوتي، ﴿إِلَى أَبِيكُمْ﴾ يعقوب فقولوا له ﴿يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ﴾ (٣)، وقولُهُ: ﴿وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا﴾ واختلف في ذلك فقال بعضهم معناها: وما قلنا إنه سرق إلا بظاهر علمنا فإن ذلك كذلك، لأن صواع الملك أصيب في وعائه دون أوعية غيره وهو قول ابن إسحاق (٤)، وقال ابن زيد: وما شهدنا عند يوسف بأن السارق

(١) مقاتل، مرجع سابق، ٢/ ٣٤٧.ابن جرير، المرجع السابق. النحاس، معاني القرآن الكريم، مرجع سابق، ٣/ ٤٥١.
(٢) ابن أبي حاتم، المرجع السابق. الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٣٤٥. القيسي، الهداية إلى بلوغ النهاية، مرجع سابق، ٥/ ٣٦١٣.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢١٠. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٨٢. السمرقندي، مرجع سابق، ٢/ ٢٠٥.
(٤) ابن أبي حاتم، المرجع السابق.

1 / 288