ود لو أنه قفز إليها معترضا هذه المرة معلنا هواجسه، ما يعتمل في داخله، ولا يعرف كيف يمكن أن يعبر عنه، يفصح عنه: بنتي.
انتفض واقفا مجاهدا في ألا يبدو منحنيا، واندفع يلثمها في كل ما هو عار من جسدها جاثيا على ركبتيه، حتى ملابسها، بنطلونها الجينز القديم، أذنيها، عينيها، سوارها الذهبي.
تجسدت له كلبنان.
أرزة قصيرة في مقدور أي رياح معتدلة اقتلاعها.
أما هي فمضت تلحس حواف فمها غير مستوعبة ما يحدث، على عادة الضحايا ... بل هي أعادت إيقافه على قدميه منتصبا وتأملته لحظة.
وجاءت الأخبار كالعادة سابقة لكل توقعات قبل حلول المساء الدامي في شاتيلا.
غمغم لنفسه: الليلة تباع الرءوس بيع السماح.
تذكر كليب الفلسطيني ملك العرب.
أذاع راديو محمود العريض الترانزيستور «المتآمر» سلسلة من الأخبار التي جاءت كمثل جلد على بطن عار.
واندفعت الفتاتان الفلسطينيتان اللتان اختفى مرحهما العربيد في أعتى ساعات المحنة عقب استشهاد رفيقتهما الثالثة شادية، داخلتين محملتين بأخبار جديدة: لا قدم واحدة في الشوارع، مخلوق، سوى الكلاب الضالة المسعورة.
Unknown page