Bayna Din Wa Falsafa
بين الدين والفلسفة: في رأي ابن رشد وفلاسفة العصر الوسيط
Genres
الآية 10 من سورة فصلت:
ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين .
إلى غير ذلك من الآيات التي لا تكاد تحصر، والتي سلط عليها المعتزلة التأويل بكل سبيل، وذلك لتتفق معانيها في مذهبهم المعروف.
على أنه مع هذا ما ينبغي لنا - وقد أشرنا إلى هذا آنفا - أن نقول بأن المعتزلة بما أولوا من آيات القرآن تأويلا مجازيا، كانوا يريدون أن يظهروا ما رأوه حقا من فلسفة اليونان في القرآن، كما كان الأمر بالنسبة إلى صنيع فيلون الإسكندري، وابن ميمون الأندلسي في التوراة.
وكذلك ليس لنا أن نقول بأنهم تأثروا بهذين المفكرين اليهوديين في طريقة التأويل، وإن كان الشبه غير قليل بين طريقة الأولين وطريقة المعتزلة.
كل ما في الأمر على ما نعتقد أن المسألة كما ثارت في اليهودية والمسيحية، وضعت كذلك بالنسبة للإسلام، أي إنه يجب تنزيه الله تعالى عن كل ما يوهم أن له شبها كثيرا أو قليلا بالإنسان، ومعنى هذا تنزيهه عن الصفات الجسمية والعواطف البشرية، كأن يكون له وجه أو يدان أو عينان أو قدمان، أو يكون له حركة وينتقل من مكان إلى آخر، أو أن يحس ما يحسه الإنسان من الغضب والمكر والفرح ونحوها من الإحساسات والعواطف البشرية.
ولكن القرآن وكذلك حديث الرسول
صلى الله عليه وسلم ، اشتملا على نصوص كثيرة تشير إذا أخذت حرفيا إلى التجسيم والتشبيه، وما يكون من ذلك من الصفات والعواطف والإحساسات البشرية؛ فيجب إذن صرفها عن معانيها الظاهرية الحرفية إلى معان أخرى مجازية، وبخاصة أن القرآن نفسه استعمل التمثيل أحيانا في تفهيمنا ما يريد.
ومن ذلك قوله تعالى (سورة البقرة: 26):
إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها ، وقوله (سورة الحشر: 21):
Unknown page