فَأَما عبد الْوَارِث بن سعيد التنوري فَلَيْسَ هَذَا مَكَانَهُ، وَالْأَمر فِيهِ بَين، وَإِنَّمَا سبقه الْقَلَم إِلَى الْخَطَأ باسم يحفظه.
وَأما قَوْله: حَدثنَا مُصعب بن مُحَمَّد، فَهُوَ عكس هَذَا الَّذِي فِي هَذَا الْكتاب، وَأَظنهُ تَخْلِيطًا كَانَ فِي كتاب ابْن حزم، أَو قد علم عَلَيْهِ بعلامة التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير، فَلم يعلم هُوَ بهَا.
وَكتب هُنَا مُحَمَّد بن مُصعب، وَفَسرهُ بالقرقساني، وَكتب عَلَيْهِ حكمه، واستوى مَا كتب عَلَيْهِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ من كَونه ذَا غَفلَة، وَكَانَ هَذَا كُله خطأ /.
وَكَانَ مَا فِي هَذَا الْكتاب أقرب إِلَى تَبْيِين الصَّوَاب، وَذَلِكَ أَن الحَدِيث فِي كتاب قَاسم، إِنَّمَا هُوَ هَكَذَا: حَدثنَا مُحَمَّد، عَن مُصعب، فمحمد هُوَ ابْن وضاح، وَمصْعَب هُوَ ابْن سعيد، وَأَبُو خَيْثَمَة المصِّيصِي وَالْأَمر فِي ذَلِك بَين، ويتكرر فِي كتاب قَاسم، حَتَّى لَا يبْقى لمن لَا يعرفهُ ريب، وَهُوَ أَيْضا يضعف، وَقد ذكره أَبُو أَحْمد، وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر - إِن شَاءَ الله - فِي هَذَا الحَدِيث فِي مَوضِع آخر.
(م ٥٨) وَقد مر ذكره لأبي مُحَمَّد فِي حَدِيث " النَّهْي عَن تغميض الْعَينَيْنِ فِي الصَّلَاة كَمَا يفعل الْيَهُود ".