266

وفي نصف ربيع الآخر مات محمد صالح، الطبيب العجمي الإمامي الإثني عشري الرافضي بصنعاء،كان المذكور محترقا رافضيا غاليا، سبابا للصحابة رضي الله عنهم، قال: وأصله من الجيل والديلم من بلاد العجم، قال: وتلك الجهة قد صار أهلها رافضة اثني عشرية بعد [أ[ن] كانت زيدية ناصرية في الزمان القديم، وأنه على دين أصحابه في الرفض، وكان يستريح لمن في اليمن من الزيدية الجارودية؛ لأن الجارودية يوافقون الرافضة في القول بالنص الجلي في علي، ويتحاملون على الصحابة رضي الله عنهم، ويذم الواقفية من الزيدية الذين يتوقفون في المشائخ.

قال مرة لواحد منهم: لا بد أن تقول: الإمام علي وغيره من الصحابة ليس كذلك، أو تقول: المشائخ أئمة كمذهب أهل السنة، ولا واسطة كما لا واسطة بين درهم مليح ودرهم نحاس، أين الواسطة بينهما؟ فانقطع ذلك وغلبه بالحجة[210/ب] لأنه لا واسطة، بل خلفاء أو غير خلفاء، وكان قد بلغ في السن على قوله فوق مائة سنة، وأقعد آخر مدته، وكان لا يستر مذهب الرافضة، مرة قال: إمام اليمن إسماعيل بن القاسم غير إمام عندهم، وإنما هو سلطان ملك وأمير كما أن الشاة عندهم كذلك؛ لأن الأئمة إنما هم اثني عشر لا غير، وكان لا يغسل رجليه بالماء للوضوء للصلاة بل يمسحهما من غير خف على مذهب الإمامية، وكان يقول: إنه طبيب فيقصده بعض الناس فيطلب منهم دراهم كثيرة إن سلموها وإلا قال: ما عنده شيء أو فعل له من الدواء ما يزيد في علته، قاتله الله.

Page 575