وفي شهر ربيع الثاني أزال محمد بن المتوكل قبال سوق الحب بمدينة صنعاء كان عليه كل يوم أربعة عشر حرفا، فأزالها، ولم يبق إلا أجرة الكيالة أجرة المثل قرش على القدح.............. من غير دراهم، وقبال على الكيالة، ليحصل بذلك الصيانة وإزالة المظلمة. وقد زادت القبالات في الأسواق[209/ب] على ما كان في دولة الأتراك زيادة كبيرة، كان على سوق الحب في دولة الأتراك في كل يوم حرف واحد وللكيالين أجرتهم قدر ثلاثين كبيرا وعشرة كبار لشيخ السوق، وكذلك سائر الأسواق بصنعاء هذا القدر وأقل منه. وكان سوق الحطب عليه في دولة الأتراك مائة بقشة، والآن عليه كل يوم أربعة عشر حرفا فأكثر، لا قوة إلا بالله، والعدل كان هو الواجب على هذه الدولة، فإنهم يقولون: إنهم ينهون عن المنكر والمظالم، فأقل حالة أن يردوا ذلك إلى ما كان زمن دولة الأتراك، فأنه عدل كبير لو فعلوه، أو إلى ما كان أول دولتهم، وكان هذه الزيادة أكثرها من سنة سبعين وألف في المطالب، وإلا فإنها كانت قبل أقل. زادت على أول الدولة هذه بمثل النصف، وزادت على دولة الأتراك مثل ثلاثة أرباع، والبلاء في هذه المظالم إنهم صاروا يرضون بمن يزيد في القبال ويتوهمون أن ذلك مصلحة لهم، ولا يعرفون أن الذي يزيد هو يزيد على الناس في المظلمة من هؤلاء المتقبلين والولاة، فلو كان حسموا جميع ذلك وأخذوا المطالب المعتادة في جميع اليمن الأعلى والأسفل ليحصل العدل ويزول الجور، كان هو الواجب عليهم.
وفي هذا الشهر بيوم السبت[210/أ] رابع عشر الشهر المذكور خرج المهدي من الغراس إلى شرع بالرحبة مما يلي بلاد الخشب، فبات فيه وأمر حال خروجه من الغراس بتحريق التتن الذي فيه، وتكسير المديع على ساكنيه، فلما بلغ المتسببن بصنعاء من البياعين للتتن خبوه في البيوت، وخافوا عليه الفوت، وغلاء سعره على ما كان قبله حتى بلغت الأوقية إلى ثمانية كبار سبعة كبار.
Page 574