فولاه فكان يبيعها وينادي عليها ويقول: تعالوا إلى متاع الخونة!، تعالوا إلى متاع الظلمة!، تعالوا إلى خلف الرسول في أمته بغير سنته! وسيرته!. ... فمر به هشام بن عبد الملك فقال: أرى هذا يعنيني ويصيب أبائي والله إن ظفرت به لأقطعن يديه ورجليه. فلما ولي هشام خرج غيلان وصاحبه صالح إلى أرمينية فأرسل هشام في طلبهما فجئ بهما وقطع أيديهما! وأرجلهما!. طالع "طبقات المعتزلة" لابن المرتضى ص(25-27). والغريب أن ابن حبان روى في كتابه "المجروحين" (2/200): "... ابراهيم بن أبي جبلة قال: كنت عند عبادة بن نسي فأتاه آت أن هشاما قطع يدي غيلان ورجليه. فقال: أصاب والله فيه القضاء والسنة، ولأكتبن إلى أمير المؤمنين ولأحسنن له رأيه". ا.ه والحق أنه أخطأ القضاء والسنة ولكنه التملق للملوك الذي ابتلي به كثير من الناس وإلا فإن التمثيل! بالموتى محرم شرعا، وإن كان القطع قبل الصلب فلم يعرف في الشرع له وجه إلا حد الحرابة!! وليس هذا محله، فيكون فعله مخالف للسنة لا موافق لها. وقد وضع بعض الأفاكين في حق هذا الرجل حديثا ذكر في "الفوائد المجموعة" للشوكاني ص(419): "سيكون في أمتي رجل يقال له وهب يهب الله له الحكمة، ورجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي من ابليس. قال الشوكاني: رواه أبو يعلى عن عبادة بن الصامت مرفوعا، وهو موضوع. وقال ابن حبان: لا أصل له". ا.ه وذكر النديم أن له رسائل مجموعة في نحو مائة ورقة. وكان قتله بعد سنة 105ه. ("المجروحين" لابن حبان 2/200 "الفرق بين الفرق" للبغدادي 206 و207 "لسان الميزان" لابن حجر 4/424 "الإنتصار والرد على ابن الراوندي" للخياط ص189 و190 مع كلام محققه "التبصير" للإسفرايني ص13 مع تعليق الكوثري عليه "الأعلام" للزركلي 5/124)._)، ومعبد الجهني(_( ) هو معبد بن عبدالله بن عكيم الجهني نزيل البصرة.
Page 270