236

وروى الإمام أبو حنيفة في "مسنده" ص(365/ الكتب العلمية): "عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : »لعن الله القدرية وما نبي ولا رسول إلا لعنهم ..« وهذا السند الذي ساقه أبو حنيفة جيد رجاله ثقات وهو متصل. على أنه يمكن القول بأن المراد هنا بالقدرية من يكذب بأقدار الله وهذا لا يمكن حصره في أمته - صلى الله عليه وسلم - دون من سبقه من الأنبياء. والله أعلم._)، قال في "شفاء الحائم"(_( ) هو للعلامة أبو الفضل أبو القاسم بن ابراهيم البرادي وقد تقدمت ترجمته في التعليق على البيت رقم (76) وكتابه هذا شرح لكتاب "الدعائم" لابن النضر العماني، وعنوانه "شفاء الحائم على بعض الدعائم" والظاهر أنه لم يشرح كل "الدعائم" وكتابه هذا لا يزال مخطوطا لم ينشر بعد. _): [وأول من تكلم في القدر في أيام الصحابة غيلان الدمشقي(_( ) أبو مروان غيلان بن مروان بن مسلم القبطي الدمشقي مولى لآل عثمان بن عفان، أحد القائلين بالقدر، معتزلي المذهب قال الخياط في كتاب "الإنتصار والرد على ابن الراوندي" ص(190): "وأما غيلان فكان يعتقد الأصول الخمسة التي من اجتمعت فيه فهو معتزلي وهذه رسائلة قد طبقت الأرض .. ". وهو من القائلين بأن الإمامة تصلح في غير القرشي وكل من كان قائما بالكتاب والسنة فهو مستحق لها. ومناظرته مع عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - التي أعلن فيها توبته تراها في "الشريعة" للآجري برقم [473] و"التنبيه والرد" لأبي الحسين الملطي ص(168/ الأزهرية للتراث) وهي التي تراجع فيها عن معتقده في القدر. صلبه هشام بن عبد الملك بالشام وإنما فعل ذلك لا لعقيدته كما يتوهم من لا علم عنده بل سبب قتله هو أن غيلان لما كتب إلى عمر بن عبد العزيز كتابا قال فيه: "أبصرت يا عمر". فدعا عمر غيلان وقال: "اعني على ما أنا فيه". فقال غيلان: ولني بيع الخزائن ورد المظالم.

Page 269