146

Al-Badr al-Munīr fī maʿrifat Allāh al-ʿAlī al-Kabīr

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

فصل معرفة إمامة الحسن والحسين صرحت الأدلة التي قدمنا بأنها فرض عين على كل مكلف، وذلك معلوم بضرورة الدين إن حكم أولاد الأنبياء حكمهم في كل شيء إلا فيما خصه دليل صحيح، ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واجبة قطعا، فكذلك إمامة ذريته وللأدلة القاطعة في ذلك.

فصل [حكم من جحد إمامة أمير المؤمنين (ع) والحسن والحسين]

ويكفر من جحد إمامة الثلاثة أو أحدهم إجماعا ولذلك كفرت الخوارج حين جحدوا إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام ورفضوها بعد إقرارهم بها، فكان ذلك ردة منهم.

فصل [حكم من جحد إمامة أهل البيت (ع)]

وكذلك إمامة أهل البيت عليهم السلام ومزيتهم التي هي الاتباع والتعظيم أصل من أصول الدين يجب معرفتهما ومعرفتهم والاعتراف لهم على كل مكلف، ذلك معلوم بضرورة الدين، من أنكره كفر بالإجماع، وللأدلة التي ذكرناها القاطعة في إمامتهم وزيادتهم على الأمة كلها في الشرف، ووجوب التقديم والتوقير والتعظيم، من أنكر -أي ذلك- كفر لرده محكم الكتاب والسنة ولا فرق في ترك المولاة الاعتقادية التي المقصود فيها الاعتقاد ويتم به ويكون العمل فرعا على ثبوتها بين أن يكون تركها استحلالا أو تمردا فإن تاركها يكفر، فأما إذا كان المقصود العمل لا الاعتقاد فإن استحل كفر، وإن تمرد فسق، والله أعلم. ومن أنكر كتب الله تعالى أو بعضها كفر إجماعا.

Page 193