347

Al-Badʾ waʾl-Tārīkh

البدء والتاريخ

Publisher

أَرنست لرُو الصَحّاف - باريس

Publisher Location

ما بين ١٨٩٩ - ١٩١٩ م

Genres

History
وجوده دون وقت فنائه وانتقاله من حال إلى أخرى أو ليس ينسج الإنسان الثوب ثم يقطعه خرقًا لضرب من المصلحة ويهيئ المائدة وينضد عليها الألوان من الأطعمة ثم يشوشها ويفسدها بالأكل والتكسير ولا يكون ذلك قبيحًا ولا إبطالًا للحكمة بل هو من أحسن الأشياء وأولاها بالحكمة فمن أين أنكرتم أن ينقض البارئ هذا العالم في الوقت الذي يكون [٦٢] نقضه [١] أولي بالحكمة وأبين في التدبير وأن يعيد الناس في دار سوى هذه الدار ليجازيهم على أعمالهم فإن قيل أن الأجسام باقية والباقي لا يجوز فناؤه إلا بضد يحله وذلك الضد لا يخلو من أن يكون جسمًا أو عرضًا فإن كان جسمًا فحيزه غير حيز هذا الجسم وكيف يضاده وإن كان عرضًا وجب أن يقوم فيه وكيف يقوم فيه في حال [٢] يكون الجسم فيها فانيًا معدومًا قيل لهم كيف جاز لكم أن تتطرقوا إلى إبطال القوة لفناء الأجسام مع قول من يقول من المسلمين أن فناء الجسم عرض لا يحتاج إلى محل وأن في حال وجوده انتقال الجسم

[١] . نقصه Ms.
[٢] . حلل Ms.

2 / 139