والأبدية وكما أنه وعد أن يفنى الخلق فكذلك وعد أن لا يفنيهما ثم اختلف هؤلاء في مكان الجنة فقال بعضهم هي في الآخرة والآخرة مخلوقة وقال بعضهم بل هي في عالم لها وللَّه عوالم الخلق ما يشاء وقال بعضهم بل هي في السماء السابعة سقفها عرش الرحمن وروى خبرًا وزعم بعضهم أنها مخلوقة ولا يدري أين هي وليس بعجب أن يمسكها الله في مكان كما أمسك العالم لا في مكان قالوا والنار تحت الأرض السابعة السفلي وروى فيه خبرًا
ذكر صفة الجنة والنار
أجمع ما في القرآن لوصفها قوله تعالى وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ ٤٣: ٧١ وأجمع خبر فيها خبر أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ فيما يحكي عن ربه ﷿ أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وبله ما اطلعتم عليه قال أبو هريرة ﵁ ومصداق هذا في كتاب الله ﷿ فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ من قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ٣٢: ١٧ ورواه حمزة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن محمّد بن