الشهر التاسع حزيران، وهو يونيه،
وأيامه ثلاثون يوما.
في تسعة منه تحل الشمس بالدراع، ويتوسط (1) السماء عند غروب الشمس السماك، وفي نصف الليل البلدة، وفي وقت السحور والأذان سعد السعود، وعند طلوع الفجر الأول الفرغ (2) الأول. وتسقط (3) الشولة. ونوؤها ثلاث ليال. وتطلع الهقعة قال ساجع العرب:
«إذا طلعت الهقعة تقوض الناس للقلعة، ورجعوا عن النجعة، وأورست الفقعة، وأردفتها الهنعة» (4) التقوض: أن يقوضوا بيوتهم وينقضوها للرحلة والرجوع عن مواضع نجعتهم إلى مياههم. وأورست: اصفرت. والفقعة: الواحدة من الفقع، وهو جنس من الكمأة، رديء أبيض، فإذا بقي في الأرض، واشتد عليه الحر اصفر. وأردفتها: جاءت بعدها.
وعند طلوع الهقعة تطلع الجوزاء. وحينئذ تكون حمارة (5) القيظ والتهاب الحر. قال ساجع العرب:
«إذا طلعت الجوزاء توقدت المعزاء، وكنست الظباء، وعرقت العلباء، وطاب الخباء» (6). المعزاء (7): الأرض الصلبة ذات الحصى. والعلباء عصبة العنق،
Page 139