منذ عام اجتمع عدد من السيدات، بعضهن أستاذات في الجامعة، ومدرسات بها وصحفيات وشاعرات وكاتبات وربات بيوت، واتفقن على تأليف جمعية «تضامن المرأة» مهمتها النهوض بالمرأة والدفاع عن حقوقها والارتقاء بها.
واعترض البعض بأنها حركة عنصرية رجعية تعمل على تكتيل النساء ضد الرجال، وتفصل بين مشاكل المرأة ومشاكل المجتمع. ولكن جمعية تضامن المرأة تفادت هذا الاعتراض عندما فتحت عضويتها للرجال، وفعلا اشترك بعض الرجال في نشاط الجمعية.
ومنذ بداية العام والجمعية في نشاط مستمر، تجتمع مرة كل أسبوعين، وتقيم ندوات ثقافية وفنية وأدبية وتناقش بعض الكتب التي ترتبط بأهداف الجمعية. ونظمت دراسات عن مشاكل المرأة العامة ونظرة الصحافة والتلفزيون والإذاعة والسينما إلى المرأة المصرية.
وتقدمت الجمعية إلى وزارة الشئون الاجتماعية لشهرها، وإذا بالجمعية تتلقى خطابا من إدارة مكافحة جرائم الآداب العامة ترفض قيام هذه الجمعية!
ودهشت عضوات الجمعية، ما علاقة بوليس الآداب بجمعية هدفها المساهمة في رفع المستوى الاجتماعي والثقافي للمرأة في مختلف المجالات وربط مشاكلها بمشاكل المجتمع، وفتح مجالات جديدة أمام المرأة في العمل، وتنمية الشخصية الأصلية للمرأة المصرية؟!
هل الحديث عن الحرية قلة أدب؟! هل الكلام عن الديموقراطية عمل فاضح في الطريق العام؟! هل مطالبة المرأة بمزاولة حقها الانتخابي قلة حياء؟! نفهم أن يكون عمل بوليس الآداب محاربة الفساد؟ ولكن ما علاقة بوليس الآداب بأساتذة الجامعة والمثقفات والمؤلفات والشاعرات؟ أي شيء في أهداف الجمعية فيه قلة أدب أو قلة حياء؟
إن رئيسة الجمعية هي الدكتورة نوال السعداوي الكاتبة المعروفة وصاحبة المؤلفات العديدة التي ترجمت إلى عدة لغات، وآخر كتاب لها هو «الإنسان»، اثنتا عشرة امرأة في زنزانة واحدة، وهو مهدى «إلى كل من عرف القهر في البيت أو في السجن»، وهي رواية عن حياة 12 سيدة قبض عليهن في 5 سبتمبر سنة 1981 بتهمة أنهن خصوم الحكومة! وبينهن عدد من أبرز أساتذة الجامعة ومدرساتها والصحفيات والكاتبات.
فهل اعتبر بوليس الآداب أن هذا الكلام قلة أدب وقلة حياء ولهذا رفض أن تكون جمعية رئيستها مثل هذه الدكتورة طويلة اللسان؟!
وسكرتيرة الجمعية هي الدكتور منى أبو سنة الأستاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس. ومن أعضاء الجمعية الدكتورة لطيفة الزيات، والدكتورة ليلى عنان، والدكتورة عواطف عبد الرحمن، والدكتورة عفاف محفوظ، وإنجي رشدي المحررة بالأهرام، وعائشة أبو النور الكاتبة بأخبار اليوم، والأستاذات عطيات الأبنودي وشهيرة محرز ومنى حلمي والدكتورة سهى عبد القادر ...
يقولون إن الدولة تحيل كل شيء يتعلق بالمرأة إلى بوليس الآداب.
Unknown page