Al-Tawḍīḥ al-Rashīd fī sharḥ al-tawḥīd
التوضيح الرشيد في شرح التوحيد
Genres
الدَّلِيْلُ الرَّابِعُ) حَدِيْثُ النَّسَائِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ مَرْفُوْعًا (إِنَّ للهِ تَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّاحِيْنَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُوْنِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ). (١)
وَوَجْهُ الدِّلَالَةِ أَنَّهُ صَرِيْحٌ فِي أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَا يَسْمَعُ سَلَامَ مَنْ يُسلِّمُ عَلَيْهِ، إِذْ لَوْ كَانَ يَسْمَعُهُ بِنَفْسِهِ لَمَا كَانَ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُبَلِّغُهُ إِيَّاهُ، فَالاسْتِدْلَالُ هُنَا هُوَ مِنْ بَابِ قِيَاسِ الأَوْلَى بِالنِّسْبَةِ لِعُمُوْمِ الأَمْوَاتِ؛ وَلِعُمُوْمِ الكَلَامِ. (٢)
(١) صَحِيْحٌ. النَّسَائِيُّ (١٢٨٢). صَحِيْحُ الجَامِعِ (٢١٧٤).
(٢) قُلْتُ: وَيُمْكِنُ إِيْرَادُ أَدِلَّةٍ أُخَرَ فِي مَسْأَلَةِ عَدَمِ السَّمَاعِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَلَوْ أَنّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَىَ بَل للهِ الأمْرُ جَمِيْعًا﴾ (الرَّعْد:٣١)، حَيْثُ يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ تَكْلِيْمَ المَوْتَى بِحَيْثُ يَسْمَعُوْنَ وَيُجِيْبُوْنَ وَيَهْتَدُوْنَ هُوَ أَمْرٌ خَارِجٌ عَنِ الأَصْلِ، بَلْ إِنْ كَانَ فَهُوَ لَا يَكُوْنُ لِغَيْرِ القُرْآنِ الكَرِيْمِ.
قَالَ البَيْضَاوِيُّ ﵀ فِي التَّفْسِيْرِ (٣٣٠/ ٣): (﴿أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَىَ﴾ فَتَسْمَعُ فَتَقْرَؤُهُ، أَوْ فَتَسْمَعُ وَتُجِيْبُ عِنْدَ قِرَاءَتِهِ؛ لَكَانَ هَذَا القُرْآنُ، لِأَنَّهُ الغَايَةُ فِي الإِعْجَازِ وَالنِّهَايَةُ فِي التَّذْكِيْرِ وَالإِنْذَارِ).
1 / 105