فإن غرانًا بطنُ وادٍ أحبُّه … لساكنهِ عهدٌ عليّ وثيق (^١)
وبغربيه قرية يقال لها (الحديبية (^٢» ليست بالكبيرة، وبحذائها جبيل يقال له (ضعاضع) وعنده حبس كبير يجتمع عنده الماء. والحبس: حجارة مجتمعة يوضع بعضها على بعض. قال الشاعر:
وإنّ التفاتى نحو حبس (ضعاضع) … وإقبالَ عيني في الظُّبا لطويلُ (^٣)
فهؤلاء القريات لسعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ رسول الله ﷺ فيهم، ولهذيل فيها شيء، ولفهم أيضًا. ومياههم بثور، وهي أحساء وعيون ليست بآبار (^٤).
ومن الحديبية إلى المدينة تسع مراحل، وإلى مكة مرحلة وميل أو ميلان.
ومن عن يمين آرة الطريق للمصعد (الحشا (^٥»، وهو جبل (الأبواء)، وهو بواد يقال له (البعق) واد بكنفته (^٦) اليسرى [واد] يقال له (^٧) (شسّ) وهو بلد مهيمة موبأة (^٨)، لا تكون بها الإبل، يأخذها الهيام عن نقوع بها