87

Aqāwīl al-thiqāt fī taʾwīl al-asmāʾ wa-l-ṣifāt wa-l-āyāt al-muḥkamāt wa-l-mutas̱ābihāt

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Investigator

شعيب الأرناؤوط

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

قَالَ ابْن تَيْمِية على الْوَجْه الَّذِي يسْتَحقّهُ سُبْحَانَهُ من الصِّفَات اللأئقة بِهِ
قَالَ فَإِن قَالَ قَائِل لَو كَانَ الله فَوق الْعَرْش للَزِمَ إِمَّا أَن يكون أكبر من الْعَرْش أَو أَصْغَر أَو مُسَاوِيا وَذَلِكَ كُله محَال وَنَحْو ذَلِك من الْكَلَام فَهَذَا لم يفهم من كَون الله على الْعَرْش إِلَّا مَا يثبت للأجسام وَهَذَا اللَّازِم تَابع لهَذَا الْمَفْهُوم
أما اسْتِوَاء يَلِيق بِجلَال الله وَيخْتَص بِهِ فَلَا يلْزمه شَيْء من اللوازم الْبَاطِلَة الَّتِي يجب نَفيهَا كَمَا يلْزم سَائِر الْأَجْسَام
وَصَارَ هَذَا مثل قَول الْقَائِل إِذا كَانَ للْعَالم صانع فإمَّا أَن يكون جوهرا أَو عرضا وَكِلَاهُمَا محَال إِذْ لَا يعقل مَوْجُود إِلَّا كَذَلِك وَقَوله إِذا كَانَ مستويا على الْعَرْش فَهُوَ مماثل لِاسْتِوَاء الْإِنْسَان على السرير والفلك إِذْ لَا يعلم اسْتِوَاء إِلَّا هَكَذَا لِأَن هَذَا الْقَائِل لم يفهم إِلَّا إِثْبَات اسْتِوَاء هُوَ من خَصَائِص المخلوقين
قَالَ وَالْقَوْل الْفَاصِل هُوَ مَا عَلَيْهِ الْأمة الْوسط من أَن الله مستو على عَرْشه اسْتِوَاء يَلِيق بجلاله فَكَمَا أَنه مَوْصُوف بِالْعلمِ وَالْبَصَر وَالْقُدْرَة وَلَا يثبت لذَلِك خَصَائِص الْأَعْرَاض الَّتِي للمخلوقين فَكَذَلِك سُبْحَانَهُ هُوَ فَوق عَرْشه لَا يثبت لفوقيته خَصَائِص فوقية الْمَخْلُوق على الْمَخْلُوق تَعَالَى الله عَن ذَلِك انْتهى

1 / 131