100

Aqawil Thiqat

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

Investigator

شعيب الأرناؤوط

Publisher

مؤسسة الرسالة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٦

Publisher Location

بيروت

يُقَال فِيهِ الْوَجْه فَإِذا كَانَ هَذَا هُوَ المستقر فِي اللُّغَة وَجب أَن يحمل الْوَجْه فِي حق البارئ على وَجه يَلِيق بِهِ صفة زَائِدَة على تَسْمِيَة قَوْلنَا ذَات فَإِن قيل يلْزم أَن يكون عضوا وجارحة ذَات كمية وَكَيْفِيَّة وَهُوَ بَاطِل فَالْجَوَاب مَا قَالُوهُ إِن هَذَا لَا يلْزم لِأَن مَا ذكره الْمُعْتَرض ثَبت بِالْإِضَافَة إِلَى الذَّات فِي حق الْحَيَوَان الْمُحدث لَا من خصيصة صفة الْوَجْه وَلَكِن من جِهَة نِسْبَة الْوَجْه إِلَى جملَة الذَّات فِيمَا ثَبت للذات من الْمَاهِيّة المركبة وَذَلِكَ أَمر أدركناه بالحس فِي جملَة الذَّات فَكَانَت الصِّفَات مُسَاوِيَة للذات بطرِيق أَنَّهَا مِنْهَا ومنتسبة إِلَيْهَا نِسْبَة الْجُزْء من الْكل فَأَما الْوَجْه الْمُضَاف للبارئ سُبْحَانَهُ فَإنَّا ننسبه إِلَيْهِ فِي نَفسه نِسْبَة الذَّات إِلَيْهِ وَقد ثَبت أَن الذَّات فِي حق البارئ لَا تُوصَف بِأَنَّهَا جسم مركب تدخله الكمية وتتسلط عَلَيْهَا الْكَيْفِيَّة وَلَا نعلم لَهَا مَاهِيَّة فصفته الَّتِي هِيَ الْوَجْه كَذَلِك لَا يُوصل لَهَا إِلَى مَا هية وَلَا يُوقف لَهَا على كَيْفيَّة وَلَا تدْخلهَا التجزئة الْمَأْخُوذَة من الكمية لِأَن هَذِه إِنَّمَا هِيَ صِفَات الْجَوَاهِر المركبة أجساما وَالله منزه عَن ذَلِك وَلَو جَازَ هَذَا الإعتراض فِي الْوَجْه لقيل مثله فِي السّمع وَالْبَصَر وَالْعلم فَإِن الْعلم فِي الشَّاهِد عرض قَائِم بقلب يثبت بطرِيق ضَرُورَة أَو اكْتِسَاب وَذَلِكَ غير لَازم فِي حق البارئ لِأَنَّهُ مُخَالف للشَّاهِد

1 / 144