التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

Basmah bint Abdullah Al-Kanhal d. Unknown
105

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

Genres

ونرجئ التفصيل فيه إلى الفقرة الثالثة من أسباب الخطأ. نماذج من الخطأ بسبب مخالفة طرق التفسير المعتمدة: النموذج الأول: ومن أمثلة المخالفة للعقيدة الصحيحة الثابتة بالكتاب والسنة، ما جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (٥٠)﴾ (١). قال الواحدي (٢): " (فَوْقَ) يستعمل في كل ما يستحق أن يوصف بأفعل، ولا يراد به المكان العالي، كما يقال: هو فوقه في القدرة، أي: أقدر منه، وهو فوقه في العلم، أي: أعلم منه، وهو فوقه في الجود، أي: أجود، يُعبَّر عن تلك الزيادة بهذه العبارة للبيان عنها" (٣). ثم أورد معنيين للعلماء في تفسير هذه الآية: "أحدهما: أن الآية من باب حذف المضاف، على تقدير: " يخافون عقاب ربهم من فوقهم"؛ لأن أكثر ما يأتي العقاب المهلك من فوق، سيّمَا والآية في صفة الملائكة. والآخر: أن الله تعالى لما كان موصوفًا بأنه عليٌّ ومتعالٍ علو الرتبة في القدرة حَسُن أن يقال: ﴿مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ ليدل على أنه في أعلى مراتب القادرين" (٤). أقول: وكلا القولين باطلٌ؛ لما فيهما من التعطيل (٥) والتأويل، فالأول: تعطيلٌ

(١) سورة النحل: ٥٠. (٢) هو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النّيسابوري، أوحد عصره في التفسير، عالم بالأدب، من مصنفاته: "البسيط"، و"الوجيز"، و"الوسيط" في التفسير، و"أسباب النزول"، توفي سنة ٤٦٨ هـ. يُنظر: طبقات المفسرين، للسيوطي (١/ ٧٨)، وطبقات المفسرين، للداوودي (١/ ٣٩٤). (٣) التفسير البسيط، للواحدي (٨/ ١٩٥). (٤) المرجع السابق (١٣/ ٨٢). (٥) التعطيل: هو إنكار ما يجب لله تعالى من الأسماء والصفات، أو إنكار بعضه، وهو نوعان: تعطيل كلي: كتعطيل الجهمية الذين أنكروا الصفات، وغلاتهم ينكرون الأسماء أيضًا. وتعطيل جزئي: كتعطيل الأشعرية الذين ينكرون بعض الصفات دون بعض، وأول من عرف بالتعطيل من هذه الأمة الجعد بن درهم. ينظر: مصطلحات في كتب العقائد (ص: ٩).

1 / 104