90

أما بعد: فإني قتلت كسرى أبرويز ولم أقتله إلا غضبا لفارس لما استحل من قتل خيارهم وأشرافهم وجوره فيهم، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك، وانظر في الرجل الذي كان كتب كسرى أبرويز إليك فيه فخذه، ولا تهجه حتى يأتيك فيه أمري، فلما قرأ باذان كتاب شيرويه قال: إن هذا الرجل لرسول الله حق فأسلما، وأسلمت الأبناء من فارس ممن كان منهم باليمن.

قال الطبري: فكانت حمير تقول لجرجسرة: ذو المعجزة للمنطقة التي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وآله، وأما شيرويه قباذ بن كسرى أبرويز فإنه لما قتل أباه وإخوته لم يطب عيشه وندم على قتلهم وابتلي بالأسقام ولم يلتذ بشيء من ملاذ الدنياء، وجزع جزعا شديدا، ودخلت عليه اختاه بوران وأرز ميذحت وأسمعتاه العتب واللوم، وقالتا: حملك الحرص لأمر لا يتم لك على قتل أبيك وإخوتك، وارتكبت المحارم فبكى بكاء شديدا، ورمى بالتاج عن رأسه، ولم يزل أيامه كلها مريعا مغموما حتى مات بعد ثمانية أشهر من ابتداء ملكه.

Page 87