ونقلت من (روضة الحجوري) في صفة فتح (مكة)، ما لفظه: ولما نزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ب(مر الظهران) دعا(1) ببلال بن حمامة، فقال: ((يا بلال، ناد في الناس أن يكثروا الحطب ويوقد كل واحد منهم نارا أو نارين بين يدي رحله))، وكان العباس بن عبد المطلب قد لقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الطريق.
قال ابن هشام: لقيه في الجحفة بعياله مهاجرا، وكان قبل ذلك مقيما ب(مكة) على سقايته ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- عنه راض.
قال العباس: وخشيت على بيضة قريش أن تنصدع فعمدت إلى بغلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاستويت عليها وخرجت أطلب مخبرا يخبرني عن قريش ويعلمهم ويأمرهم أن يخرجوا إلى رسول الله، ويعرفهم أنه رؤف رحيم، فخرج أبو سفيان في تلك الليلة، ومعه بديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام يتجسسون الأخبار، فلقيهم العباس بذي الأراك(2)، فجاء بأبي سفيان في قصة طويلة، ورجع صاحباه وأسلم بعدما خوف بالقتل، ثم استأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الانصراف فأذن له، ونزل جبريل عليه السلام فقال للنبي (صلى الله عليه وآله): ((إنه منافق))، فأمر من يلزمه عند حطم الجبل، حتى يعرض عليه الكتائب، فأمر على إثره العباس فلحقه وظاوقفه عند حطم الجبل حتى مرت عليه الكتائب، وقال العباس للنبي (صلى الله عليه وآله): إن لأبي سفيان أبهة، فهل لك أن تجعل له شيئا يفخر به؟
فقال: ((نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن علا فوق داره فهو آمن، ومن تعلق بحلقة داره فهو آمن)).
Page 255