Ali Mudia
الجزء الأول
Genres
وقدم على رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم - وفد (همدان) من مخلاف يام و(شاكر) مرجعهم من (تبوك) أيضا، عليهم الحبرات أيضا والعمائم العدنية على المهرية والأرحبية، وهم يرتجزون:
همدان خير سوقه وأقيال(1) ... ليس لهم في العالمين أمثال
لهم عطايا جمة وآكالا
فقال رسول الله -صلى الله وآله وسلم-: ((يا حبذا همدان ما أسرعها للنصرة، وأصبرها على الجبهة))، وقال: ((أتاكم أهل اليمن هم ألين قوبا، وأرق أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية)).
قال في (السفينة): وقدم وفد بني أسد وأسلموا وكتب لهم كتابا، وقال: أبو مكعب في ذلك: يقول أبو مكعب عليك السلام أبا القاسم.
قال: وقدم وفد (أسلم) فيهم عميرة بن أقصى، فخطب خطبة حسنة، ثم قال: وهذه (أسلم) أتتك على نواجي قلائصها تجوب البلاد، وقد آمنا بإلهك، واتبعنا منهاجك، فارفع خسيسهم وأكرم رئيسهم، واجعل لهم منزلة تعرفها العرب، فإن لهم سابقة وهم إخوة الأنصار، فقال -صلى الله عليه وآله [((أسلم](2) سالمها الله من(3) كل آفة، غفار غفر الله لهم، ولا حي أفضل من الأنصار، وهم لحمي ودمي، وأول من يرد على حوضي))، [ثم كتب لهم كتابا وانصرفوا. انتهى](4).
وأما بعوثه مغازيه صلى الله عليه وآله وسلم فكثيرة.
قال ابن بهران: عن الليث ومحمد بن(5) نصر المروزي: عدد غزواته وسراياه اثنتنان وسبعون، وقال ابن سعد ثلاث وثمانون لما استقر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في (المدينة)، وأذن الله عز وجل للمسلمين بالجهاد، بقوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}[الحج:39]، وكتب عليهم الجهاد بقوله تعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم}[البقرة:216] الآية.
Page 173