309

قال فقهاء مذهب أهل البيت عليهم السلام :

البسملة أعظم آية في كتاب الله تعالى ، وهي آية من سورة الحمد ، ومن كل سورة عدا براءة ، وفي سورة النمل آية وبعض آية .

وقد وافقنا على ذلك: الشافعي والزهري وعطاء وابن المبارك ، فقط ! ويستحب عندنا الجهر بها سواء في الصلاة الجهرية أو الإخفاتية . (راجع تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي:1/114)

أما أتباع المذاهب الأخرى فقد تحيروا في كل ما يتعلق بالسملة ، واختلفوا فيها: هل هي من القرآن ، أم هي زائدة للفصل بين السور ؟

وهل هي من القرآن على سبيل القطع ، أو على سبيل الظن ؟

وهل هي جزء من سورة الحمد ، أم لا ؟

وهل هي جزء من كل سورة ، أم لا ؟

وهل تشرع قراءتها في الصلاة ، أم لا ؟

وهل يجهر بها ، أم لا ؟

وفي كل واحدة من هذه المسائل فروع اختلفوا فيها أيضا ! حتى بلغت آراؤهم المتعلقة بالبسملة عشرات الآراء والفتاوي !

وإذا أردت لكل رأي دليله من الأحاديث النبوية فهي جاهزة ! وكلها صحيحة السند صريحة الدلالة ، على الإثبات أو النفي ، لا فرق !!

أما الظنون والإستحسانات والإستنباطات فسوقها مزدحم ، وفيها ما لا يخطر ببالك من الركاكة ! مثل استدلالهم على عدم قرآنية البسملة بالحديث النبوي الذي يقول إن الله قسم سورة الحمد بينه وبين عبده ، فقال أبو حنيفة إن النبي صلى الله عليه وآله بدأ في الحديث من شرح آيات الحمد من آية: (الحمد لله) لا من البسملة ، فهذا دليل على إعدام البسملة ونفيها من القرآن !

وقال إن القسمة لابد أن تكون متساوية وتكون الحمد ست آيات ، ومع البسملة تكون سبع آيات ولا تنقسم قسمين متساويين !

فالبسملة ليست آية ! والسبع المثاني ليست سورة الحمد !

Page 311