250

وقال ابن شبة في تاريخ المدينة:2/691: (حدثني أبو عمرو الجملي ، عن زاذان أن عمر خرج من المسجد فإذا جمع على رجل فسأل: ما هذا؟ قالوا : هذا أبي بن كعب كان يحدث الناس في المسجد فخرج الناس يسألونه ، فأقبل عمر حردا فجعل يعلوه بالدرة خفقا ، فقال: يا أمير المؤمنين أنظر ما تصنع ، قال: فإني على عمد أصنع ، أما تعلم أن هذا الذي تصنع فتنة للمتبوع مذلة للتابع !! ) انتهى .

فالسبب ليس هو مخالفة أبي لعمر في قراءة القرآن فقط ، بل يضاف إليه مخالفته لمرسوم عمر بمنع الصحابة تدوين سنة النبي صلى الله عليه وآله وحتى من مجرد التحديث عن النبي صلى الله عليه وآله !

فكل صحابي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله فهو جريمة يعاقب عليها !! فإن قال ذلك في المسجد النبي صلى الله عليه وآله فالجريمة مضاعفة !!

لكن القرآن والسنة ليسا كل أسباب نقمة عمر على أبي ، كما سترى!

- -

المسألة : 83

من أين نشأ بغض عمر على أبي بن كعب ؟

أبي بن كعب خزرجي.. ضد سقيفة عمر!

لابد أن نضيف إلى السببين المصرح بهما عند الراغب والدارمي ، ثلاثة أسباب أخرى ، لكره عمر لأبي بن كعب ، وهي:

1 أن أبيا من الأنصار الذين يصعب على المتعصب لقريش كعمر أن يحبهم ، خاصة الخزرج الذين ينتسب إليهم أبي ، والذين وقف رئيسهم سعد بن عبادة في السقيفة ضد أبي بكر وعمر ، واتهمهما بالمؤامرة وغصب الخلافة فاصطدم به عمر وقال: ( أقتلوا سعدا قتله الله ، فوثب قيس بن سعد فأخذ بلحية عمر وقال: والله يا بن صهاك الجبان في الحرب والفرار ، الليث في الملأ والأمن ، لو حركت منه شعرة ما رجعت وفي وجهك واضحة . فقال أبو بكر: مهلا يا عمر مهلا فإن الرفق أبلغ وأفضل ) . (الإحتجاج:1/93 )

وقد بقي سعد رئيس الخزرج معارضا معاديا لأبي بكر وعمر ، وبقي عمر يضطغن عليه حتى نفاه إلى الشام ، ثم قتله .

Page 252