216

ولو كان عندها مثل هذه النسخة لاحتجت بها على نساء النبي صلى الله عليه وآله عندما خالفنها في مسألة رضاع الكبير ومسألة كفاية خمس رضعات.. فقد قالت كما في صحيح مسلم:4/167: (كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن ! ) .

وقال أحمد:6/271: (كانت عائشة تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن من أحبت عائشة أن يراها ويدخل عليها وإن كان كبيرا خمس رضعات ثم يدخل عليها ! وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي (ص) أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس ، حتى يرضع في المهد .. ) انتهى .

فقد كان مهما عند عائشة أن تحتج لمسألة الرضاعة ، لأن نساء النبي صلى الله عليه وآله خالفنها وانتقدنها ، وكانت متحمسة لإثبات صحة عملها !

- -

فالقرآن الفعلي يختلف عما ثبت في كل هذه النسخ ، ولاينطبق إلا على نسخة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وما روي عنه عليه السلام من قراءات ، وقد تقدم من سير الذهبي(2/426) أن عاصما روى عن أستاذه أنه قال: ( لم أخالف عليا في شئ من قراءته ، وكنت أجمع حروف علي ).

وعليه ، لا بد من حمل ما ورد في رسالة عثمان إلى الأمصار من نسبة النسخة إلى عائشة ، أنه قول سياسي لغرض من الأغراض .

- -

الأسئلة

1 مادام علي عليه السلام هو الذي سعى في توحيد نسخة القرآن ، وهو الذي أعطى عثمان النسخة التي كتبها سماعا من فم رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكيف تقولون إن أبا بكر وعمر جمعا القرآن ثم جمعه عثمان ولم يجمعه علي عليه السلام ؟ !

2 كيف تحلون الروايات المتناقضة في نسخة حفصة ، فمنها يقول إن القرآن كتب عنها ، ومنها ما يقول إنها استعضت بها حتى ماتت !

Page 218