رابعا: إذا صحت نظرية عمر في الأحرف السبعة ، وأن الله تعالى قد وسع على المسلمين في قراءة نص كتابه ، فلماذا حرم الله نبيه من هذه النعمة وحرم عليه تبديل شئ منه فقال تعالى: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لايرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم)(سورة يونس: 15)، وألزمه بحفظه حرفيا بدقة عالية وكان ينزل عليه جبرئيل كل عام مرة ليضبط عليه نص القرآن، وفي سنة وفاته ضبطه عليه مرتين ليتأكد من دقة تبليغه له؟!
وهل يقبل العقل من رئيس عادي أن يصدر قانونا ويتشدد مع وزيره في ضبط نصه وطباعته ، وبعد نشره للتطبيق يجيز للناس أن يقرؤوا نصه بعدة ولو بتغيير ألفاظه !!
خامسا: هشام بن حكيم بن حزام الذي قال عمر إن القصة حدثت معه ، هو أحد الطلقاء الذين أسلموا تحت السيف في فتح مكة ، أي في السنة الثامنة للهجرة ، واختلاف عمر معه في القراءة لا بد أن يكون بعد أن جاء هشام إلى المدينة مع ألوف الطلقاء الذين أرسلتهم قريش ليكونوا لها ثقلا في المدينة !
Page 196