187

بموجب الوصية النبوية كان على أبي بكر وعمر أن يأخذا القرآن من علي عليه السلام أو يكتباه عن نسخة أي واحد من هؤلاء الأربعة ، ويعمما نسخته على بلاد المسلمين . وقد روت المصادر أن المسلمون طالبوا عمر بتبني مصحف أهل البيت عليهم السلام أو أحد مصاحف هؤلاء الأربعة ، ولكنه نهاهم ! وقال لا أسمح أن يقوم بذلك أحد ، أنا أقوم بجمع القرآن !

قال عمر بن شبة في تاريخ المدينة:2/705: (حدثنا هارون بن عمر الدمشقي قال حدثنا ضمرة بن ربيعة ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عمر بن محمد ، عن أبيه قال : جاءت الأنصار إلى عمرفقالوا: نجمع القرآن في مصحف واحد فقال: إنكم أقوام في ألسنتكم لحن ، وإني أكره أن تحدثوا في القرآن لحنا . فأبى عليهم) !!

وقال ابن أبي شيبة في مصنفه:7/151: (حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمة قال أخبرني سالم أن زيد بن ثابت استشار عمر في جمع القرآن فأبى عليه فقال : أنتم قوم تلحنون ، واستشار عثمان فأذن له ) .

إن من عجائب عمر أنه لم يأخذ القرآن لامن العترة ، ولامن الأربعة الذين شهدوا لهم ، بل خالفهم وآذاهم ورد عليهم ، في القرآن وغيره !

لقد رفض خليفة النبي صلى الله عليه وآله العمل بوصية النبي صلى الله عليه وآله جهارا نهارا في القرآن ومنع الدولة طوال عهد أبي بكر ، وطوال عهده أن تتبنى نسخته الشرعية !

والعجيب أن الذي رفع في وجه النبي صلى الله عليه وآله شعار (كتاب الله حسبنا) ولم يرض أن يكتب النبي صلى الله عليه وآله لأمته كتابا يؤمنها من الضلال ! أبقى الدولة نحو ربع قرن بعد وفاة نبيها بلا نسخة قرآن رسمية !

كما أبقاها بلا نسخة رسمية مدونة من الحديث النبوي !

بل منع الصحابة من مجرد رواية الحديث عن نبيهم صلى الله عليه وآله !

Page 188