122

Albert Camus

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

Genres

22

إنها المعرفة المفاجئة بأن في الإنسان بما هو إنسان شيئا يستطيع أن يتوحد وإياه، ويريد أن يخلق الاحترام له والاعتراف به.

23

وهي بعد هذا كله ذلك الجزء من كيانه الدافئ بالحياة، الذي ليس له من هدف غير الحياة.

24

بالطبيعة الإنسانية يحاول كامي محاولته الأولى للوصول إلى ما وراء المظهر واختراق الدائرة التي لا يكون الوجود نفسه في داخلها إلا مظهرا. وهنا نجد أن العبارة التي تردد ذكرها فيما تقدم والتي تلخص فكر كامي في مرحلة المحال، ونعني بها عبارة «المظهر يصنع الوجود»،

25

قد تغيرت في هذا الموضع تغييرا حاسما. إن دييجو، الشخصية الرئيسية في مسرحية «الحصار» يريد أن ينقذ سكان المدينة الإسبانية البائسة كاديز، والدكتور ريو يريد أن يأخذ بيد سكان مدينة أوران، وكالياييف يطمح إلى إنقاذ الإنسانية بأسرها.

26

إنهم جميعا يريدون أن يتجاوزوا منطقة المظهر، وأن يخرجوا من دائرته لكي يؤكدوا الوجود الذي تعرفوا عليه عن طريق الخطر المشترك في طبيعة واحدة يشترك فيها أبناء الإنسان جميعا. وإذا كانت هذه الطبيعة الإنسانية تظهر لهم في ظرف محدد، فليس معنى هذا أنها غير موجودة، بل الأولى أن يقال في هذا الموضع إن الوجود سابق على المظهر.

Unknown page