265

At-Tayseer fi At-Tafseer

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

Genres

Tafsīr
النفوس والأنفاس، وعلى الظواهر والبواطن، وعلى الفِطْرات والفِكْرات، والهيئات والمُهِمَّات (^١)، وهو المَلِك الذي لم يَزلْ ولا يَزال (^٢)، كلُّ مُلكٍ زائلٌ إلا مُلْكَه، وكلُّ مِلْكٍ باطلٌ إلا مِلكَه، ليس لمُلكه زوالٌ، ولا لمِلْكه انتقالٌ.
وقال الإمام أبو منصُور الماتريديُّ رحمة اللَّه عليه: في الآية دلالةُ وصف الربِّ بمُلكِ ما ليس بموجودٍ (^٣) وقتَ الوصف بمُلكه، وهو يوم القيامة.
ثبت أنَّ اللَّه تعالى بجميع ما يستحقُّ الوصفَ به، يستحقُّه بنفسه لا بغيره، ولذلك قلنا نحن: هو اللَّه خالقٌ لم يزل، ورحيمٌ لم يزل، وجوادٌ لم يزل، وسميعٌ لم يزل، وإنْ كان ما عليه وَقْعُ ذلك لم يكن، وكذلك نقول: هو ربُّ كلِّ شيءٍ وإلهُ كلِّ شيءٍ في الأزل وإنْ كانت الأشياء حادثةً، كما قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾، وإنْ كان اليومُ بعدُ (^٤) غيرَ حادث (^٥).
ثم قولُه: (مالكَ يومِ الدِّين) كما قُرئ بالنصب، فقد قرأ زيد بن عليٍّ: (رَبَّ العالمين، الرَّحمَنَ الرَّحِيمَ) بالنصب (^٦)، وهذا (^٧) على المدح، أو على النداء، وقراءةُ العامَّة بالخفض على النَّعت، وقرأ شقيقُ بنُ سلمة بالرفع على الابتداء (^٨).

(^١) في (أ): "وعلى الحضرات والفكرات والحياة والممات".
(^٢) في (أ) زيادة: "ولم يزل ولا يزال".
(^٣) في (ر) و(ف): "لموجود".
(^٤) في (أ): "يعد".
(^٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٣٦٢).
(^٦) "بالنصب" ليس في (ف). وانظر: "البحر المحيط" لأبي حيان (١/ ٥٥).
(^٧) في (أ): "وهو".
(^٨) تقدمت قراءته قريبًا.

1 / 120