264

At-Tayseer fi At-Tafseer

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

Genres

Tafsīr
الْمُلْكُ الْيَوْمَ﴾ [غافر: ١٦]، وقال ﷻ: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [المائدة: ١٢٠]، وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ [الملك: ١]، وقال تعالى: ﴿لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ﴾ [التغابن: ١].
ولأن المالكَ قد لا يكون مَلِكًا، ولا يكون مَلِكٌ إلا و(^١) يكون مالكًا، ولأن المالكَ لا يُذكر إلا مُضافًا، يقال: مالك كذا، والملِكُ يذكر غيرَ مضافٍ، يقال: هو الملِك، ومدحُ الذات بما هو اسمُه من غيرِ إضافةٍ أبلغُ من مدحه بالإضافة إلى غيره (^٢).
ومأخَذُ الاسم في اللغة من قولهم: مَلَكتُ العجينَ، ومَلَكتُ بالطَّعن اليمين، وأمْلَكتُ بين الزَّوجين، وحاصله: الشَّدُّ والرَّبط والشِّدَّة والقوة، فمعنى الاسم في الحقيقة للَّه، فله القوةُ الكاملة، والولاية النافذة، والتصرُّف الماضي، والحكم الجاري، وهو (^٣) للعباد مُجازي، فللّهِ المِلك والمُلك والملكوت، والعزة والجبروت، وهو الحيُّ الذي لا يموت.
ومَن مَلَك من العباد (^٤)؛ فلِمُلكه بدايةٌ ونهايةٌ، وحدٌّ وغايةٌ، وهو على البعض لا على الكلِّ، وعلى الجسم لا على العَرَض، وعلى النَّفْس لا على النَّفَس، وعلى الظاهر لا على الباطن، وعلى الحاضر لا على الغائب، وعلى الحيِّ لا على الميت.
ومُلك اللَّه تعالى بلا (^٥) بدايةٍ ولا نهاية، ولا حَدٍّ ولا غاية، وعلى الكلِّ، وعلى

(^١) في (أ) و(ف): "وأن".
(^٢) انظر: "تفسير القرطبي" (١/ ٢١٦).
(^٣) في (ر): "فهو".
(^٤) في (ف): "عباد اللَّه".
(^٥) في (أ): "لا".

1 / 119