164

At-Tayseer fi At-Tafseer

التيسير في التفسير

Investigator

ماهر أديب حبوش وآخرون

Publisher

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

Edition Number

الأولى

Publication Year

1440 AH

Publisher Location

أسطنبول

قال: وقيل: هو أن يَجعل رأيَه عيارًا (^١) لِمَا جاء في القرآن يبني عليه مذهبَه. قال ﵁: وهو كحَمْلِ المعتزلة النظرَ في قوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: ٢٣] على انتظار الكرامة دون الرُّؤية، وحملِهم الإضلالَ المذكورَ من اللَّه تعالى على التسمية دون الإيجاد. قال: وقيل: هو في المتشابهِ الذي ليس للناسِ (^٢) حاجةٌ إلى معرفةِ ما فيه. قال: وقيل: النهيُ عن التفسيرِ دون التأويل، وبينهما فرقٌ: فالتفسير: هو الإخبارُ عن شأنِ مَن نزل فيه، وعن سببِ نزوله، وذلك علمُ مَن شهد ذلك، فهو يقول فيه بالعلم، وغيرُه بالرأي. والتأويل: هو تبيين ما يحتمِلُه اللفظ من المعاني، وقد جعَل اللَّه القرآنَ أصلًا لجميع ما تقع به البلوى من النوازل إلى قيام الساعة. قال: وجميع (^٣) ما جاء عن الأئمَّة وبنى الفقهاءُ عليه فهو تأويلٌ لا تفسير. قال: والتفسير: تبيينُ حقيقة ذلك، والتأويلُ: تبيينُ المقصود منه، فإنه في اللغة: صرفُ الكلام إلى ما يَؤُول إليه. قال: والتفسير يكون ذا وجهٍ، والتأويلُ ذو (^٤) وجوه. وهذا كلُّه مختصَرُ كلام الإمام أبي منصورٍ ﵀.

(^١) في (ر): "معيارًا". وجاء في هامش (ف): "قوله: عيارًا، العيار الذي يقاس به غيره ويستوي". (^٢) في (ف): "بالناس". (^٣) في (أ): "وقال جميع". (^٤) في (ر): "ذا".

1 / 17